اجتمع في دبي امس 200 مسؤول من 167 دولة، لمناقشة العرض الإماراتي لاستضافة الإمارة معرض"وورلد اكسبو 2020"، والاطلاع على الإمكانات اللوجستية والثقافية للإمارة التي تؤهلها للفوز باحتضان هذا الحدث الضخم، المتوقع ان يدر على الإمارات استثمارات تقدر بنحو 17 بليون يورو، ويدعم اكثر من 277 ألف وظيفة من الآن حتى انعقاده عام 2020. وأكدت وزيرة الدولة العضو المنتدب للجنة العليا ل"إكسبو دبي 2020"ريم الهاشمي، ان اجتماع امس، ناقش شعار العرض الإماراتي"تواصل العقول وصنع المستقبل"، ومحاوره الثلاثة"الاستدامة"و?"التنقل"و?"الفرص"التي تشكل ركائز التنمية المستدامة محلياً وإقليمياً وعالمياً. ودخلت المنافسة على استضافة معرض"إكسبو 2020"مراحلها النهائية، مع اقتراب موعد التصويت في 27 تشرين الثاني نوفمبر المقبل لاختيار المدينة المضيفة بين أربع مدن متنافسة هي دبي، وإزمير تركيا، وايكاتيرنبورغ روسيا، وساو باولو البرازيل. وتعد هذه الندوة من المحطات الرئيسة التي تسبق عملية التصويت، إذ يتحقق ممثلو الدول الأعضاء في المكتب مما تضمنته ملفات الاستضافة المقدمة من الإمارات بكل ما تشمله من معلومات وبيانات تفصيلية، ويقوّمون القناعات التي كوّنها وفد المكتب خلال الزيارات التفقدية، والتأكد من جاهزية دبي لاستضافة المعرض، والتعرف إلى الإمكانات على أرض الواقع ومطابقتها بما ورد في ملف الاستضافة، وما تضمنته من توصيف لمقدرات المرافق والمنشآت ذات الصلة بالمعرض. وتوقع مسؤولون مقربون من حكومة دبي، ان تستفيد الإمارة، في حال انتزاعها استضافة"اكسبو 2020"من منافسيها، ان تستقطب اكثر من 25 مليون زائر خلال ستة اشهر، وهي فترة المعرض. وعلى رغم التقديرات التي تشير الى ان اجمالي كلفة تمويل هذا الحدث الذي يعقد للمرة الأولى في دولة عربية، بنحو 6.4 بليون يورو لتغطية احتياجاته من قبل القطاعين العام والخاص، غير ان خبراء توقعوا ان يدر احتضان الحدث ستة أضعاف ما يُنفق على عليه. وذكروا ان استضافة ألمانيا المعرض در على اقتصادها نحو 7.3 بليون دولار، وفق شركة"رولاند بيرغر للاستشارات الاستراتيجية"، وتجاوزت أرباح الصين 158 مليون دولار من استضافة الحدث عام 2010، حيث زار المعرض 73 مليون شخص. وتدرك دبي مدى أهمية هذه الاستضافة، فالمعرض أحد أكبر المناسبات التجارية العالمية، فضلاً عن تأثيره الاقتصادي والثقافي، بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية. وما يضاعف أهمية الحدث ان دبي لن تكون المستفيد الوحيد من استضافة"اكسبو 2020"، بل ان الاستفادة ستمتد الى دول المنطقة العربية بأسرها، إذ اكد المعنيون بالملف ان لقاء كل وظيفة سيجرى استحداثها ستقابلها 50 فرصة عمل اخرى في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فضلاً عن استدامة مليون و400 ألف وظيفة إقليمياً، فيما ستجتمع ابتكارات العالم وإبداعاته تحت سقف واحد وتفتح آفاقاً جديدة أمام المنطقة. ولا تركز معارض"إكسبو"على الشق الاقتصادي فحسب، ولكن فائدتها تمتد إلى جوانب إنسانية، تهدف إلى إذكاء المعرفة في كل المجالات وتأصيل فرص انتشارها، والاحتفاء بالإنجاز الإنساني والابتكار والإبداع، فالمعرض هو غالباً ساحة تستضيف أول ظهور علني واسع النطاق لكثير من الاختراعات البارزة، فالجمهور شاهد للمرة الأولى الهاتف والآلة الكاتبة في معرض"إكسبو"، الذي أقيم في الولاياتالمتحدة عام 1876، بينما احتفى المعرض في دورته التي أقيمت في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية عام 1915 باكتمال مشروع قناة بنما، وأتاح للمدينة فرصة تأكيد تعافيها من الزلزال المدمر الذي أصابها في عام 1906.