أظهرت دراسة علمية ان مناطق عدة من الارض، من بينها المناطق الاستوائية، ستشهد بحلول العام 2050 مناخاً حاراً يشبه الطقس الذي سجل في السنوات ذات الحر الاستثنائي خلال السنوات المئة والخمسين المنصرمة. واقترح العلماء في هذه الدراسة التي نشرتها مجلة"نيتشر"، اعتماد مؤشر جديد للاحترار المناخي. فقد حددوا من خلال نماذج عدة السنوات التي ستشهد فيها مناطق محددة في العالم درجات حرارة متوسطة تربو على تلك المسجلة في اكثر السنوات حراً بين العامين 1986 و2005، وذلك بتأثير من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري. وإذا استمرت الانبعاثات على وتيرتها، ولا سيما غاز ثاني أكسيد الكربون، يتوقع العلماء ان يتحقق هذا الامر على الارض بحلول العام 2047. أما إذا اتُّخذت اجراءات فاعلة للحد من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون، فإن هذا التاريخ قد يؤجل الى العام 2069. وقال الباحث كاميلو مورا المشرف على الدراسة:"هذه النتائج صادمة، فالتغير المناخي آتٍ في المستقبل القريب بغض النظر عن التدابير التي قد تتخذ"للحد من الانبعاثات. وستكون المناطق الاستوائية الأولى تأثراً بهذا التغير، وفقاً للدراسة التي اعدها باحثون من جامعة هاواي الاميركية. ويفيد أكثر التوقعات تشاؤماً بأن هذا التغير المناخي سيبدأ فعلاً في اندونيسيا في العام 2020 وفي لاغوس في العام 2029، وستطرأ ظروف مناخية لا سابق لها. ويتوقع ان يصل هذا التغيير الى مكسيكو في العام 2031، وبومباي في العام 2034، وواشنطن في العام 2047، ولندن 2056 وموسكو 2063. وقال الباحث ريان لونغمان احد المشرفين على الدراسة:"الدول التي ستصاب قبل غيرها بهذا التغير هي الدول الاقل قدرة على اتخاذ التدابير اللازمة للتكيف مع الظروف الجديدة. وهي أقل الدول المسؤولة عن هذا التغير المناخي". وإذا كان التغير الاكثر توقعاً لدى العلماء هو في مناطق القطب الشمالي، فإن هذه الدراسة تشدد على فكرة ان المناطق الاستوائية ستكون على موعد أسرع من غيرها مع مناخ لم يسبق له مثيل في تاريخها الحديث. وإزاء هذا التغير المتوقع وارتفاع درجات الحرارة، تبدو الانواع النباتية والحيوانية في المناطق الاستوائية الاكثر عرضة للخطر بسبب ارتفاع حرارة الارض، خصوصاً انها غير متكيفة مع تقلب درجات الحرارة، وفق الباحثين. وجاء في الدراسة حول هذا الموضوع"ان المناطق الاستوائية تضم اكبر تنوع في الانواع البحرية والبرية، وهي ستسجل طقساً لم يسبق له مثيل على الارض". وارتكز العلماء على هذه الفكرة للتحذير من أخطار انقراض بعض الفصائل والانواع، لا سيما الشعب المرجانية.