أعرب المدرب الإيطالي لمانشستر سيتي الإنكليزي روبرتو مانشيني عن حزنه لرحيل مواطنه ماريو بالوتيلي إلى ميلان، لكنه اعترف في الوقت ذاته بأن هذا الخيار هو الأفضل لمسيرة"سوبر ماريو". وأكمل بالوتيلي 22 عاماً أمس الأربعاء انتقاله إلى ميلان في مقابل 20 مليون يورو بعد خضوعه للفحص الطبي الروتيني والتوقيع على شروطه الشخصية في العقد الذي يربطه ب"روسونيري"لأربعة أعوام ونصف العام. واعترف مانشيني بعد التعادل المخيب لبطل إنكلترا أمام مضيفه المتواضع كوينز بارك رينجرز صفر-صفر مساء أول من أمس في الدوري المحلي، بأن قرار التخلي عن بالوتيلي كان صعباً عليه، لكنه اعترف بأن الأخير سيستفيد من اللعب في بلده. وأضاف مانشيني:"نشعر بالحزن لأن ماريو كان لاعباً مهماً جداً بالنسبة إلينا. مع ماريو فزنا بلقب الدوري والكأس خلال عامين، لكن من المهم بالنسبة إليه أن يعود إلى إيطاليا، سيكون من الجيد له أن يكون إلى جانب عائلته، وأن يلعب مع ميلان"وتابع:"أعتقد أن بإمكانه التطور، وأنا سعيد لأنه سيصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم". وواصل:"نحب ماريو، وهو يستحق أن يحصل على فرصته. بالنسبة إليّ، كلا لم يكن مشكلة في الفريق. ماريو كان كواحد من أولادي، وكان يغضبني في بعض الأحيان، لكن في نهاية المطاف هو شاب لطيف، عندما غادر الفندق، كانوا جميع اللاعبين حزينين. ماريو شاب جيد". وعلى رغم أن سيتي لم ينهِ تماماً تفاصيل العقد مع ميلان، فإن الفريق الإيطالي لم يتردد في إعلان ماريو لاعبه الجديد، عارضاً على الجمهور فرصة شراء قميص باسم اللاعب السابق للجار اللدود إنتر ميلان.وأعلن مدير ميلان أومبرتو غانديني خبر التعاقد مع بالوتيلي مساء الثلثاء في مدونته على موقع التواصل الاجتماعي"تويتر"، مشيراً إلى أنه لم يبقَ سوى التوقيع على الشروط الشخصية. وارتبط اسم بالوتيلي في الأشهر الأخيرة بانتقال محتمل من سيتي بعد أن اكتفى بلعب دور البديل للأرجنتينيين سيرخيو آغويرو وكارلوس تيفيز، وكخيار رابع في الهجوم بعد البوسني أدين دزيكو. وتعزز إمكان رحيله عن"ستاد الاتحاد"في أوائل الشهر الجاري بعدما نشرت إحدى الصحف البريطانية صورة تظهر دخوله في مشادة حامية مع مدربه مانشيني خلال التدريبات. ونشر موقع صحيفة"دايلي مايل"صورة تظهر مواجهة حامية بين مانشيني وبالوتيلي سببها تدخل قاسٍ من الأخير على زميله سكوت سينكلير خلال التدريبات. كما ذكرت صحيفة"مانشستر إيفنينغ نيوز"أن بالوتيلي أثار حفيظة مانشيني بعد التدخل القاسي على سينكلير، فركض نحو مواطنه واحتك معه وحاول أن يرميه أرضاً، قبل أن يتدخل الطاقم الفني ويبعد الرجلين عن بعضهما. وعرف عن بالوتيلي مشاغباته في أرضية الملعب وخارجها، ووصل به الأمر إلى الاحتكام إلى محكمة الاتحاد الإنكليزي من أجل سحب الغرامة المالية التي فرضها عليه سيتي الموسم الماضي بسبب تصرفاته، قبل أن يعود المهاجم الإيطالي لاحقاً عن قراره. واضطر سيتي الموسم الماضي إلى خوض الكثير من المباريات من دون بالوتيلي بسبب إيقافه، لحصوله على بطاقات كثيرة من اللونين الأحمر والأصفر، ما دفعه إلى تغريم لاعب إنتر ميلان السابق مبلغ 340 ألف جنيه إسترليني.واستأنف بالوتيلي هذه العقوبة أمام إدارة بطل الدوري الممتاز للموسم الماضي لكنها رفضت طلبه، ما اضطره إلى التفكير في الاحتكام للاتحاد الإنكليزي من أجل محاولة إلغاء هذه العقوبة، مما كان سيعقد علاقته بناديه، لكنه عدل عن قراره ورضي بالعقوبة التي فرضها عليه فريقه احتراماً منه لمانشيني والمشجعين والنادي.وأكد مانشيني أكثر من مرة أن مشوار بالوتيلي مع سيتي لم ينته، لكن يبدو أن رغبته الشخصية اصطدمت بالقرارات الإدارية، على رغم أن ال"سيتيزينس"لم يحصوا على مبلغ ال24 مليون جنيه إسترليني للتعاقد معه من إنتر ميلان عام 2010.ولعب التطور الجديد في الحياة الشخصية لبالوتيلي دوراً في تشجيعه على العودة إلى بلاده بعد ولادة طفلته بيا من عارضة الأزياء رافاييلا فيكو. وخاض بالوتيلي أحد نجوم منتخب بلاده في كأس أوروبا الأخيرة في أوكرانيا وبولندا عندما بلغ المباراة النهائية، 14 مباراة فقط في"البريمييرليغ"هذا الموسم، بينها 7 أساسياً، ولم يسجل سوى هدف واحد وكان في مرمى بوروسيا دورتموند الألماني من ركلة جزاء في مسابقة دوري أبطال أوروبا. وعموماً خيب بالوتيلي آمال جماهير سيتي التي ساندته بشكل كبير الموسم الماضي عندما أسهم بفعالية في إحراز النادي لقب الدوري للمرة الأولى منذ عام 1968. ويمني ميلان النفس بتشكيل ثنائي بارز بين بالوتيلي وستيفان الشعراوي المصري الأصل، وكان الثنائي تألق بشكل لافت في المباراة الدولية الودية نهاية العام الماضي أمام فرنسا على رغم الخسارة 1-2.