نظم معسكر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أمس، احتفالاً بديلاً أمام قصر الرئاسة لتنصيب الأخير، بعد عجزه عن أداء القسم الدستوري لولاية جديدة. وأعلن أنصار تشافيز بدء"حقبة تاريخية"، فيما اتهمت المعارضة المحكمة العليا التي سمحت بتأجيل أداء القسم، بالعمل لمصلحة السلطة. تشافيز الذي لم يظهر علناً منذ خضوعه في كوبا في 11 كانون الأول ديسمبر الماضي لجراحة رابعة لاستئصال ورم سرطاني، عجز عن أداء القسم في 10 كانون الثاني يناير أمام البرلمان، كما ينص الدستور، ما أثار سجالاً حاداً بين الحكومة والمعارضة، إثر قرار السلطات تأجيل الاحتفال إلى موعد ليس محدداً، في ما اعتبرته المعارضة انتهاكاً الدستور، منددة بخضوع البلاد لنفوذ هافانا. لكن المحكمة العليا أتاحت أداء تشافيز القسم"بعد 10 كانون الثاني أمام محكمة العدل العليا"، مضيفة أن الحكومة ستتولى تصريف الأعمال حتى تنصيبه، بموجب"مبدأ استمرارية النظام". وكان تشافيز عيّن نائبه نيكولاس مادورو رئيساً بالوكالة. وأعلنت المحكمة أن القضاء الأعلى يستبعد الاستجابة لطلب المعارضة، إرسال لجنة طبية إلى كوبا لتبيان حقيقة الوضع الصحي لتشافيز. وانتقد زعيم المعارضة إنريكه كابريلس قرار المحكمة، مشدداً على وجوب"ألا تكون المؤسسات في خدمة حزب أو حكومة". لكنه أعلن قبوله به، قائلاً:"يعود إلى مادورو تحمل المسؤولية والحكم". وكرر رفضه العنف، متسائلاً:"مَنْ يستفيد من سيناريو نزاع؟ يفوز أشباه القادة الذين ليسوا مالكي البلاد، ولا سيادته". وأضاف:"الامتناع عن دعوة الشعب إلى النزول إلى الشارع ليس مؤشر ضعف، بل مسؤولية". وتجمّع أنصار تشافيز أمام قصر ميرافلوريس الرئاسي في كراكاس، في حضور رؤساء دول حليفة، بينهم البوليفي إيفو موراليس والنيكاراغوي دانيال أورتيغا والأروغواياني خوسيه موخيكا، كما لو كان ذلك تنصيباً رسمياً لتشافيز. وكان مادورو حض أنصار الرئيس على"تنظيم حدث ضخم، تكريماً له"، مضيفاً:"سنتظاهر بوصفنا شعباً واحداً فخوراً، لنردد شعاراً واحداً: كلنا تشافيز". وزاد:"نبدأ حقبة تاريخية في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، يقودها قائدنا"تشافيز. هذا يوم تاريخي، لأنه بداية الولاية الرئاسية 2013-2019". أما رئيس البرلمان ديوسدادو كابيّو فكرر شعاراً للحملة الانتخابية لتشافيز، قائلاً:"سننصّب الشعب رئيساً، وكلنا تشافيز". تزامن ذلك مع إبلاغ السلطات شبكة"غلوبوفيزيون"المعارضة، أنها ستُعاقب، معتبرة أنها انتهكت القوانين، لبثها"أنباء كاذبة"عن تفسير الدستور،"أثارت قلقاً". وعزز الجيش الفنزويلي قواته على الحدود، فيما شارك قادة عسكريون في جلسة الحكومة الأربعاء، دعماً للنظام.