يشكل دخول المدارس نقطة مفصلية في حياة الأهل الذين يرغبون في إلحاق اولادهم بالمدرسة"الأفضل". ويتجه كثير من السعوديين في الفترة الأخيرة إلى التفكير في كيفية إدخال أطفالهم الى المدارس بإعطاء الأولوية العالمية الانترناشونال منها، على المدارس الحكومية والأهلية على حد قولهم، معلّلين ذلك باعتماد المناهج على التلقين أكثر من أي شيء آخر، وهو ما أكدته سهى بالقول:"يهمني أن تتعلم بناتي بأساليب عصرية تحاكي المستقبل، ومدارسنا تعتمد على التلقين وعدم تنمية شخصية الطفل بعكس ما تقدمه المدارس العالمية من تعليم يناسب الطفل ويعرف كيف يأخذ منه ويستفيد، لا أن يحفظ عن ظهر قلب ويكرر". وتضيف:"عصرنا يحتاج إلى لغة انكليزية، وتعليم متطور، من هنا فكّرت بالمدارس العالمية. والأمر لا يتعلق بي فقط، فكثيرون ممن يفكرون بتقديم نوعية تعليم أفضل لأطفالهم يتجهون على الفور إلى المدارس العالمية"، مشيرة إلى أن"توجه الناس ساعد في ارتفاع الأسعار في شكل خيالي، وحين نناقشهم لا نجد إلاّ تسهيل الأقساط على دفعات من دون تخفيضها، فنضطر للاستسلام لهم بسبب حاجتنا الى تعليم أطفالنا عندهم". وتتفق معها دانيا على أن التعليم في المدارس العالمية، هو الأنسب لمستقبل الطفل، لما تقدمه من تعليم أجنبي مختلف ومتطور، يصقل شخصيته ويجعله يفكر ويعطي ويتفاعل. وتتابع:"حتى المكان الذي يتدارسون فيه مختلف، على رغم أنني أدفع للطفل الواحد ما يقارب 40 ألف ريال 11 ألف دولار تقريباً، إلاّ أنني راضية جداً، حتى يتلقى أطفالي التعليم الجيد الذي يتوافق مع العصر". تنتقد أم إبراهيم البؤس الذي تراه في مباني المدارس الحكومية وليس ضعف مستوى التعليم فقط، ما يدفعها للتوجه إلى المدارس العالمية، وتوضح:"أسعار المدارس العالمية تكلفني موازنة كبيرة، لكن على رغم هذا أحاول ترتيب أموري حتى أستطيع أن أوفر لابنتي مستوى تعليم ومكاناً أفضل". ويؤكد رئيس لجنة المدارس الأهلية في الغرفة التجارية في جدة مالك طالب أن الإقبال على المدارس العالمية إلى ازدياد ملحوظ، خصوصاً بعد صدور قرار السماح للطلاب السعوديين بالدراسة فيها. ويقول:"الإقبال آخذ بالتزايد، فقبل ذلك لم يكن يسمح للطالب السعودي بأن يتوجه الى هذه المدارس الأجنبية وما إن سُمح له بذلك، حتى ارتفعت نسب التسجيل فيها". ويعتبر طالب أن التفوق ليس حكراً على خريجي هذه المدارس،"هناك الكثير من الطلاب تخرجوا في مدارس حكومية وأهلية تدرس باللغة العربية، وسافروا الى الخارج وحصلوا على درجات متميزة من دون أن يدرسوا في مدارس عالمية، بل معظم الطلاب من هذا النوع". وفي حين قلل عضو لجنة التعليم الأهلي والعالمي في جدة عبدالله السروجي ما يتردد عن إقبال كبير على الالتحاق بهذه المدارس، بالقول ان هناك من يُلحق أبناءه بها حتى يستطيعوا اتمام دراستهم في الخارج، لاستخدام هذه المدارس المناهج الكندية والأميركية والبريطانية، فتكون مواصلة الدراسة في الخارج أسهل. ويأخذ سروجي على المدارس العالمية إهمال اللغة العربية والمواد الدينية والتركيز فقط على اللغة الإنكليزية والعلوم والرياضيات، ويوضح:"هذه المدارس فيها ضعف في مواد اللغة العربية وفي المواد الدينية وهذا المأخذ الشخصي عليها، وإلا فالاهتمام باللغة الإنكليزية من أجل إكمال الدراسة في الخارج لا مشكلة عليه، لكن ينبغي أن يكون هناك وعي بموادنا الأساسية المهمة التي تشكل هويتنا الوطنية والإسلامية والعربية". وتشجع الباحثة مها محمد كثرة المراكز الخاصة بتعليم اللغات للأطفال وتكثيف حصص اللغة الانكليزية في المدارس الأهلية لتلامذة المرحلة الابتدائية، مشيرة إلى أن أكثر من يصل اليها من طالبات يدرسن في كليات العلوم الصحية ونحوها من الأقسام التي تكون الدراسة فيها باللغة الإنكليزية هو شكواهن من ضعف حصيلتهن التي يمتلكنها في مقابل المناهج التي تدرس لهن وهن يدرسن في السعودية على رغم تفوقهن في المراحل الدراسية السابقة.