نجحت حملة طوارئ دولية لمواجهة الجراد الأحمر شرق أفريقيا وجنوبها في احتواء تفشي واسع النطاق في تنزانيا. وأوضحت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، أنها تُستخدم للمرة الأولى المبيدات الحيوية على نطاق واسع في أفريقيا، للتصدي للانتشار الوبائي لهذه الحشرة. ولفتت إلى أن فاعلية التدخل السريع «حَدّت بقوة من توسُّع انتشار الجراد الأحمر، ما حال دون حصول غزوٍ شامل له، وإلحاق أضرارٍ فادحة بالمحاصيل الغذائية لنحو 15 مليون شخص في الإقليم». وأعلنت «فاو» التي نظمت الحملة مع المنظمة الدولية لمكافحة الجراد في وسط أفريقيا وجنوبها، «استمرار عمليات المسح الجوي والمكافحة في الأسابيع المقبلة لتشمل ملاوي وموزمبيق وتنزانيا وزامبيا، إلى حين التأكد من السيطرة على تهديد هذه الحشرة». وقال المدير العام المساعد لدى «فاو» الخبير موديبو تراوريه، «كان يمكن أن يواجه إقليم وسط أفريقيا وجنوبها كارثةً مُحقَّقة جرّاء الجراد الأحمر لو لم تجر عمليات التدخل السريع الفاعلة بمشاركة الدول المعنية والمجتمع الدولي، ما يُعرِّض الزراعة والإنتاج الغذائي لملايين المُزارعين الفقراء للخطر». واعتبر الخبير في الجراد المسؤول لدى المنظمة كريستيان باتنيوس، أن حملات السيطرة على الجراد «معقّدة جداً لمتطلباتها، وتستوجب تدخلاً دقيقاً باستخدام أكثر الوسائل ملاءمةً، للنجاح في تطويق تفشي الجراد وتجنّب آثاره على البيئة». وأشار إلى أن صندوق الأمم المتّحدة المركزي من أجل الاستجابة للطوارئ (يونسرف) «ساهم في حوالي مليوني دولار، في إطار مشروعه الأوّل على صعيدٍ إقليميّ، ما سمح بإجراء مسحٍ جوي وعمليات مكافحة بسرعة وفاعلية. كما قدمت «فاو» مليون دولار من مخصصات اعتمادات الطوارئ». واعتبر بيان ل «فاو»، أن حشوداً ضخمة من الجراد كانت ستغزو مناطق شاسعة من الأراضي الزراعية، لو لم تتم السيطرة على الجراد الأحمر والقضاء عليه، وكانت ستقطع يومياً بين 20 و 30 كيلومتراً ملتهمةً محاصيل الحبوب وقصب سكر والحمضيات والثمار والقطن والبقول، والخضر، التي يعوّل عليها المُزارعون الفقراء». وأشارت إلى أن الحشرة الواحدة المكتملة النمو من الجراد الأحمر «تستهلك (زنة غرامين تقريباً) من المادة الخضراء الطازجة على مدار 24 ساعة، ويلتهم سربٌ صغير (نحو طن من الحشرات المتجمِّعة) من حشود الجراد الأحمر كمّية الغذاء ذاتها في اليوم الواحد التي يستَهلكها 2500 شخص». وأكد بيان «فاو» أن المبيدات الحشرية الأحيائية «غير سامّة للإنسان ويقتصر مفعولها على قتل الجراد والنطاط لا غير، إذ لم تظهَر لها آثارٌ جانبية بيئية».