لا تقف وعود الراغبين في الترشح لعضوية المجالس البلدية على طرح حلول مستقبلية لمشكلات المواطنين «المزمنة»، القابلة للتنفيذ في حال صاحبتها «جرعة إخلاص وتفانٍ في خدمة الوطن ومواطنيه»، بل يروِّج البعض لنفسه بوعود يدغدغ بها فقط مشاعر الناخبين، من دون أن يعتريه الخجل، وهو يرسم آمال أصعب ما تكون عن التحقيق. هذا ما ناقشه «فلاش» جديد بعنوان «انتخابات آخر موديل»، قام بإعداده وتنفيذه أخيراً فريق «قيثارة وقطيف فريندز». ويصور كيف يمطر مرشح يظهر عبر مقطع فيديو مُسجل، الناخبين في دائرته بوعود «زائفة»، من قبيل «إنهاء مشكلة زفلتة الطرق»، وكذلك أن يمحو من ذاكرة الطلاب مسمى «مبنى مدرسي غير حكومي». ويشطح به الخيال ليعد أيضاً بإنهاء «معاناة الطلاب مع الكتب الثقيلة، عبر توفير جهاز «آي باد» لكل طالب»، واحتواء مشكلة الشباب مع التفحيط، من طريق «إنشاء ملاعب خاصة، يمكنهم أن يمارسوا داخل أسوارها هوايتهم تلك، بل يمكنهم أن يمارسوا داخل تلك الأسوار أيضاً متعة قطع إشارة المرور». وفي النهاية يسلِّط الفلاش الضوء على تبخر تلك الوعود في الهواء، بمجرد ارتداء المرشح المشلح وجلوسه على الكرسي، إذ لا يعود يتذكرها مرة أخرى، إلا بعد انتهاء دورته تلك، ومحاولته من جديد نصب شباكه لإعادة طرح نفسه مرشحاً لدورة ثانية. الفلاش من تمثيل مهدي الجصاص، وفكرة وسيناريو فاضل الشعلة، وإدارة إنتاج فايز الخنيزي، ومساعد شباب حيدر، وتصوير ومونتاج وإخراج أحمد الجارودي.