تحيط التساؤلات بزيادة غير متوقعة لصادرات النفط من السعودية إلى الولاياتالمتحدة هذه السنة، عقب تفاقم المشكلات هذا الشهر في مصفاة بتكساس، تملك المملكة حصة منها، وحيث نفذت أخيراً عمليات توسع. ومع توقعات بتوقف العمل في وحدة لتكرير الخام طاقتها 325 ألف برميل يومياً في مصفاة موتيفا في بورت آرثر بولاية تكساس لنحو 12 شهراً، ما يعطل أكبر مصفاة في الولاياتالمتحدة بعد أسابيع فقط من استكمال مشروع توسيع بلغت كلفته 10 بلايين دولار، قد تقلص السعودية الصادرات إلى الولاياتالمتحدة بعدما ارتفعت إلى أعلى مستوى في أربع سنوات في الشهور الأخيرة. لكن أي خفض قد لا يكون كبيراً كما يتوقع كثيرون، إذ أظهر تحليل أجرته وكالة"رويترز"لبيانات حكومية أن زيادة الشحنات السعودية 27 في المئة في الربع الأول من السنة جاءت نتيجة مبيعات أعلى لعدد من الزبائن، وليس لموتيفا فقط، وهي مشروع مشترك بين"رويال داتش شل"والمملكة. ورفعت السعودية الشحنات لشركات تكرير مستقلة هي"فاليرو"و"ماراثون بتروليوم"و"بي بي أف انرجي"، مع زيادة الصادرات بواقع 300 ألف برميل يومياً في الربع الأول، إلا أن ربع هذه الكمية فقط مخصص لمصفاة موتيفا. والأكيد أن على شركة"ارامكو السعودية"التحرّك لإعادة ترتيب خطط الشحن لتفادي تراكم فائض من الخام في خزانات موتيفا، أو دفع الأسعار نحو الهبوط من خلال إعادة بيع الفائض، ما يستدعي كبح الإنتاج. ولفت مصدر في قطاع النفط إلى أن"موتيفا"خفضت طلبيات تسليم الخام في تموز يوليو، مرجّحاً تأثر الإنتاج. ولم يخف وزير البترول السعودي علي النعيمي رغبته في خفض سعر برميل النفط الذي يتجاوز مئة دولار بهدف حفز الاقتصادات العالمية المعتلة، وزيادة الإنتاج هذه السنة ليتجاوز عشرة ملايين برميل يومياً وهو مستوى قياسي. لكن مع نزول سعر خام"برنت"عن 95 دولاراً للبرميل قد يكون توقف العمل في موتيفا سبباً لكبح الإنتاج من دون الإخلال بتعهد المملكة المساعدة في استعادة النمو العالمي. وتشكل الشحنات السعودية الإضافية إلى الولاياتالمتحدة زيادة سنوية تبلغ نحو 26.75 مليون برميل في الربع الأول فقط، وفي الفترة ذاتها، زادت المخزونات في الولاياتالمتحدة نحو 28 مليون برميل. وأظهرت بيانات جديدة لإدارة معلومات الطاقة الأميركية أن المخزون في الولاياتالمتحدة ارتفع في شكل مفاجئ قبل أسبوعين بعدما تراجع على مدار أسبوعين، ليعود إلى أعلى مستوى في 22 سنة الذي سجله في أيار مايو الماضي.