قال الأرجنتيني ريكيلمي"لو كان ميسي برازيلياً لقالوا إنّه من كوكب آخر"، ولكن ما دام الفتى الخارق أرجنتينياً فلن يكون الأفضل في العالم، ولو جاء ب"حليب العصفور من المريخ"، حتى أنه صار مضحكاً أن يبدو ملك الكرة البرازيلي بيليه عاجزاً عن لجم لسانه إزاء ميسي، إذ إنه في الوقت الذي يشهد فيه كل العالم أن نجم برشلونة هو الأفضل، والأكثر جاذبية في ملاعب الكرة، يأتي بيليه ليقول"مخطئ من يقول إن ميسي هو الأفضل، بل نجم سانتوس البرازيلي نيمار هو الأجدر بلقب اللاعب الأفضل في العالم"، على رغم أن جوهرة السامبا الجديدة، لا يخفي إعجابه بميسي، ولا يجد حرجاً في القول إنه لاعب استثنائي، فيما يصر بعناد بيليه أن ميسي ليس الأول، ولو بقي وحده في الملاعب، ويذهب إلى أن من قبيل الجنون مقارنة ميسي به، بل عليه أن يتفوق على نيمار أولاً، تصريح بيليه هذا يكشف عن نفسية مريضة، وغرور وحالة استعلاء غير مبررة، بخاصة أن البرازيليين بلا استثناء يقدرون موهبة ميسي، ويعترفون له بالتفوق، وليس أدل على ذلك من النجم المعتزل رونالدو، الذي قال بتواضع"ميسي هو الأفضل، ولكن يمكن لنيمار أن يتجاوزه مستقبلاً"، وتعبيراً عن إعجابه بميسي يقول نجم الريال سابقاً:"إن أهداف ميسي لا يمكن لي أن أسجل مثلها، إلا في لعبة البلاي ستيشن". والرئيس البرازيلي لولا داسيلفا يقول دائماً:"من حسن حظنا أن ميسي غير موجود، وإلا فلن نتحدث عن فوز في مباراة". يعترف النجوم والساسة ولا يعترف رجل جاوز السبعين، ويقيم مقاربة بينه وبين لاعب في سن حفيده، إنها الغيرة، وما أصعب غيرة الرجال. على رغم أن ميسي لم يصدر منه ما يغضب بيليه، وربما هنا مكمن التحامل المتواصل للبرازيلي على الأرجنتيني، فقد يكون اعتبر عدم رد ميسي على تصريحاته تجاهلاً له ولمكانته، حتى عندما قال إنه لم يرَ بيليه يلعب، كون أسطورة البرازيل اعتزل الكرة قبل مولد ميسي بأكثر من 15 عاماً، فلماذا يحمله مسؤولية عدم معرفته، إنه ليس ذنبه ولا ذنب الأرجنتين، كل واحد أمتع الجماهير في وقته، إذ ليس هناك من يقول إن بيليه لم يكن معجزة، وهو الذي فاز بكأس العالم في سن السابعة عشرة، ولم يفز بها ميسي بعد مشاركة واحدة، ولكنه كلاعب مميز حطم أرقاماً في المشاركات والتهديف وفاز بثلاث كرات ذهبية، ولا يزال أمامه المشوار طويلاً، ليكتب"عصر ميسي"بقدميه، وهذا لا يعني أن ميسي لم يقل كلاماً طيباً في بيليه بعد أن شاهد مبارياته المخزنة في أرشيف كرة العالم، ولكنه من جيل مختلف. بعض الملاحظين يقول إن بيليه، الذي لا يريد أن يصمت، لا يستطيع العيش من دون أضواء، فكلما امتد به العمر إلا شعر بالفراغ من حوله، فيملأه بتصريحات مثيرة، وتكون أكثر إثارة عندما تتعلق بميسي، من دون كريستيانو رونالدو، وبمارادونا من دون مورينيو، وبالتانغو من دون السامبا، وبالاستثمار في موهبة نيمار، فماذا يخبئ بيليه من كلام مثير قبل مونديال 2014؟ لا شك أنه يدرك أن كل العالم يكون مبرمجاً على الساعة البرازيلية، ولا بد له من أن يأخذ نصيبه منها، إنه الملك الذي لا يريد أن يتنازل عن تاجه أبداً. [email protected]