تسارعت وتيرة تدفق البضائع والسلع عبر الحدود الدولية، في شكل فاق قدرة الهيئات الحكومية على معاينة الأطعمة والأدوية وتنظيمها. وأوصى تقرير ل"معهد الطبّ الأميركي"ذي النفوذ بتحسين الإشراف على تجارة هذه المواد. ويدعو التقرير"إدارة الأغذية والأدوية"الأميركية إلى احترام متبادل، مع نظيرات لها ومؤسسات في قطاع الصناعة في دول متطورة غير الولاياتالمتحدة، لإلغاء ازدواجية التفتيش، ويعطي اهتماماً أكبر لمعاينة أعداد أكبر من مرافق التصنيع. ويلمس تقرير"معهد الطبّ"حاجة هيئات أميركية الى أن توفر دعماً أكبر للدول النامية كي تعزز وسائل التنظيم وتطوّر التدريب الفنّي والأدوات المطلوبة لتقويم المستحضرات الطبية وغيرها من المواد الاستهلاكية. وصدر التقرير بالتزامن مع سعي هيئات تنظيمية ووسائل إعلام أميركية إلى تحريّ وصول نوع مزيف من دواء مكافحة مرض السرطان، هو"أفاستين"، إلى الولاياتالمتحدة وإعطائه لبعض مرضى السرطان، علماً انه غير مؤذ لكنه يفتقر إلى العنصر الفاعل لعلاج المرض، والموجود في الدواء الأصلي. ويوصي التقرير بأن تقوم"إدارة الأغذية والأدوية الأميركية"ومراكز ضبط الأمراض والوقاية منها، و"الوكالة الأميركية للتنمية الدولية"ووزارة الزراعة، بتصميم برامج تساعد الدول النامية على تطوير خبرات فنّية في مجال تنظيم المستحضرات الطبية والمنتجات الغذائية وتفتيشها، كما يوصي بأن تتخذ الهيئات المذكورة تدابير على فترة 3 إلى 5 سنوات، منها تشجيع تطوير تكنولوجيات منخفضة الكلفة لمحاربة التزييف وتبادل معلومات حول المعاينة من قبل هيئات منظمة في دول تتعاون في هذا المضمار، وتشجيع استثمارات دولية من جانب دول مانحة لمساعدة دول نامية على تطوير قدراتها وطاقاتها. ويقترح معهد الطب أن تضع الهيئات الأميركية حوافز للقطاع الخاص كي يبتكر تكنولوجيات زهيدة الثمن تستخدم لمنع التزييف والكشف عنه. وتحضّ مبادرة"سلسلة الإمدادات المؤمّنة"، شركات الدواء على تقفي أثر منتجاتها، بدءاً بالمصانع ووصولاً إلى الأسواق، وتكافئ الشركات التي تتمكن من تسريع نقل بضائعها من الموانئ والمطارات الأميركية. وأعلنت"إدارة الأغذية والأدوية"أن مكتبها في الصين درّب 1600 موظف تنظيم، وعامل في صناعة منتجات التصدير، حول معايير السلامة الأميركية خلال السنتين الماضيتين. وبدأت"الوكالة"برنامج تدريب قبل سنوات عدة، بعد اكتشاف منتجات صينية ملوّثة في الأسواق الأميركية. وقال رئيس فريق عمل من 13 موظفاً تابعاً ل"إدارة الأغذية والأدوية"كريستوفر هيكي:"مكتب الإدارة في الصين يمثل حقبة جديدة في التعاون بين الولاياتالمتحدةوالصين في سلامة الأغذية والأدوية". ويرمي المكتب في الصين إلى زيادة عدد المعاينات والتفتيش في معامل التصنيع، وتعزيز التعاون حول سلامة المنتج مع وكالات حكومية أميركية ورصد أحداث مثل الزلازل أو الكوارث، يمكن أن تؤثر على سلامة منتجات تخضع لمراقبة"إدارة الأغذية والأدوية"الأميركية وتوفيرها.