اعلن الناطق باسم شرطة الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة امس ان الشرطة احتجزت عشرات السائقين بعد اتهامهم ب"الترويج لاشاعات"الهدف منها تحميل"حماس"مسؤولية ازمة الكهرباء والوقود في القطاع. من جانبها، قالت حركة"فتح"إن أجهزة الأمن التابعة لحكومة"حماس"لا تزال"تختطف"لليوم الثاني على التوالي"36 فتحاوياً من اقليم شرق غزة"على خلفية ازمة الوقود. وقال الرائد ايمن البطنيجي في تصريح لموقع وزارة الداخلية المقالة نقلته وكالة"فرانس برس":"ان الشرطة اعتقلت عشرات السائقين من مروجي الاشاعات منذ منتصف الشهر الجاري بعد إطلاقها حملة تحذيرية ... عبر الاعلام لتحذير السائقين من ترويج الاشاعات عن أزمة الكهرباء والوقود، وقبلها أعلنا حملة لمنع ازدواجية العمل لمنتسبي الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة التابعة لحكومة رام الله وتعاملنا مع الموضوع بحسب القانون". واوضح ان"سائقين حاولوا إثارة الاشاعات بين الركاب في محاولة لزعزعة الجبهة الداخلية في قطاع غزة، فتم توقيفهم ليوم واحد على ذمة الشرطة بدعوى ارتكاب مخالفة وليس جنحة ولا جناية". وتابع ان الشرطة"أفرجت عن بعض هؤلاء السائقين بعد تلقي تعهدات شخصية منهم بعدم العودة لترويج الإشاعة، إضافة الى سحب رخصة القيادة منهم لمدة ستة اشهر". وختم"ان الشرطة هدفت من ملاحقة مروجي الاشاعات من السائقين ايصال رسالة لهم بأن عواقب العودة لاثارة البلبلة ستكون وخيمة، وهذه الرسالة أردنا إيصالها ومفادها ان من يكرر ترويج الاشاعات سيعاقب المرة المقبلة بالتنفيذ". "فتح"تتهم حكومة"حماس" من جانبها، قالت"فتح"في بيان أمس أن"جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس استدعى ظهر أول من أمس 36 عنصراً وكادراً فتحاوياً للمثول أمام محققيه في مركز مباحث حيي الزيتون والتفاح في مدينة غزة، ومن ثم تم احتجازهم ولم يعرف عنهم شيء حتى اللحظة". وقالت مصادر"فتحاوية"وحقوقية ل"الحياة"إن"أجهزة الأمن التابعة لحكومة حماس استدعت واعتقلت العشرات من ناشطي فتح منذ الخميس الماضي وهم يتعرضون الى مضايقات واعتداءات وتهديدات". وأشارت الى"هذه الاستدعاءات والمضايقات والتهديدات بدأت في أعقاب التوتر على خلفية أزمة الكهرباء"، لافتة الى أنه"تم اعتقال عدد من الناشطين بعد ظهر أول من أمس أثناء احتجاجهم أمام مقر المجلس التشريعي على تفاقم أزمات الوقود والكهرباء والمواصلات وغيرها". من جانبه، اتهم الناطق باسم"فتح"أسامة القواسمي"حماس"بأنها"قسمت الوطن وأخرست المقاومة وفشلت في إدارة قطاع غزة". واعتبر في بيان أصدرته مفوضية الإعلام والثقافة في الحركة ليل الأحد - الاثنين أن"حماس لن تفلح في تصدير أزمتها الداخلية، فهي تعيش حال انقسام وانفصام في الشخصية، ما يحرك تصرفات قياداتها في غزة الراغبة في السيطرة على منافذ الدخل المادي ومصادره، وهي من أجل تحقيق هذا الهدف تكرس الانقسام في الوطن، وتخرس المقاومة وتُفقر أهلنا في القطاع ويزداد قياداتها ثراء". ورأى أن"قيادة حماس في غزة تُهدر الملايين وتضيعها على مشاريع استثمارية لشركات تابعة لها وتمنح الأراضي لمؤسساتها من دون وجه حق، فيما المواطن الفلسطيني الفقير يكاد لا يقدر على تحصيل قوت يومه". ابو مرزوق في غضون ذلك، عزا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"موسى أبو مرزوق توقف محطة كهرباء غزة عن العمل إلى عدم دفع السلطة الفلسطينية إلى إسرائيل قيمة الوقود اللازم لتوليد الكهرباء. وأوضح ل"الحياة"في القاهرة ان حكومة غزة تدفع مليوني دولار شهرياً ثمناً للوقود، لكن كُلفة الوقود اللازم لتشغيل محطة التوليد تبلغ 15 مليون دولار، لافتاً إلى أن هذا العجز يدفعه الأوروبيون ضمن المعونات والدعم المادي الذي يقدمونه إلى السلطة الفلسطينية. واضاف أن"حكومة سلام فياض في رام الله لا تسدد هذه المبالغ ... لأنها تعاني أزمة مالية". في السياق ذاته، قال مصدر مصري رفيع ل"الحياة"إن الإسرائيليين يريدون أن يستلموا كُلفة الوقود عبر حكومة فياض مباشرة، لكن فياض لا يدفع إلى إسرائيل تكاليف الوقود الذي تستهلكه محطة الكهرباء في غزة. وأضاف أن حكومة"حماس لا تريد أن تتعاطى مع إسرائيل، ولا تريد أن تحصل على الوقود الإسرائيلي عبر معبر كرم أبو سالم، وتريد إلغاء السلطة والتعامل معنا مباشرة ... لكن نحن لا نقبل بهذا الأمر ولن نشارك فيه". جهود مستمرة بدوره، قال وزير الاقتصاد الوطني في حكومة غزة علاء الرفاتي إن"هناك جهوداً مستمرة تبذلها الحكومة للتخفيف من آثار أزمة البترول على أبناء الشعب والقطاعات المنتجة التي توفر المواد الأساسية حتى تستمر مسيرة البناء". وأضاف خلال برنامج لقاء مع مسؤول الذي نظمه المكتب الإعلامي الحكومي أمس أن"هناك تراجعاً كبيراً في أداء القطاع الصناعي بمقدار 15 مليون دولار سنوياً نتيجة انقطاع التيار الكهربائي". ولفت الى أن"هناك اتصالات مع شركات من خارج فلسطين، وتم تقديم مواصفات الوقود اللازم لمحطة التوليد ووقود السيارات من السولار أو البنزين". من جانبه، صرح وزير الطاقه والكهرباء المصري حسن يونس عقب المحادثات التي أجراها امس مع رئيس سلطة الطاقة في السلطة الفلسطينية عمر كتانه انه تم الاتفاق على بدء الإجراءات الخاصه لإضافة محوّل جديد وخلايا توزيع وتحكم خاصة به حتى تتسنى زيادة القدرات الكهربائية التي يتم تزويد قطاع غزة بها الى 30 ميغاواط على الجهد المتوسط في أقرب وقت ممكن. شلّح يطلب تدخل مصر لاطلاق شلبي من جهة اخرى، علمت"الحياة"في القاهرة أن الأمين العام لحركة"الجهاد الإسلامي"رمضان شلح التقى أمس قيادات في جهاز المخابرات المصرية وأجرى معهم محادثات تتعلق بالقضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية، من بينها المصالحة وملف التهدئة مع الجانب الإسرائيلي. وقالت مصادر مقربة من شلح إن الاخير سيدعو المسؤولين المصريين إلى ضرورة القيام بدور فاعل من أجل إطلاق الأسيرة هناء شلبي، مشيرة إلى أنه سبق أن أجرى اتصالات هاتفية عدة خصيصاً من أجل ذلك. وكان شلح وصل إلى القاهرة أول من أمس حيث التقى كلاً من نائب رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"موسى أبو مرزوق والقيادي البارز في الحركة محمود الزهار، ومن المفترض أن يلتقي اليوم رئيس الاستخبارات المصرية اللواء مراد موافي.