اغلقت تركيا سفارتها في دمشق أمس بسبب تدهور الوضع الامني في سورية، على ما اعلن مصدر ديبلوماسي تركي. وأوضح الديبلوماسي انه"تم تعليق نشاطات السفارة التركية اعتباراً من هذا الصباح الاثنين"، مضيفاً ان مجمل الطاقم الديبلوماسي التركي قد غادر العاصمة السورية. وتابع المصدر نفسه ان القنصلية التركية العامة في حلب كبرى المدن في شمال سورية والقريبة من الحدود التركية لا تزال مفتوحة. وأشار مصدر قريب من الحكومة التركية الى ان"اغلاق سفارتها سيوجه بالتأكيد رسالة سياسية قوية"الى النظام السوري. وحذت تركيا بذلك حذو الكثير من دول الاتحاد الاوروبي مثل ايطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا، اضافة الى الولاياتالمتحدة وست دول خليجية. وفي الاسبوع الماضي طلبت وزارة الخارجية التركية من كل المواطنين الاتراك في سورية العودة الى الوطن بأسرع وقت ممكن، قائلة انها تعتزم اغلاق القسم القنصلي لسفارتها في دمشق وهو ما فعلته بالفعل يوم 22 آذار مارس. وسحبت أنقرة كل موظفي السفارة وعلى رأسهم السفير الذي كان قد عاد أخيراً الى سورية بعدما كان استدعي الى انقرة طوال شهور عدة مع تدهور العلاقات مع السلطات السورية. وكانت اسر الديبلوماسيين الاتراك قد أعيدت الى تركيا العام الماضي بعدما هاجم متظاهرون السفارة التركية احتجاجاً على ما سمّوه انحياز أنقرة ضد النظام السوري. وجاء اغلاق السفارة التركية في سورية بعد ساعات فقط على لقاء بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في سيول حيث اتفقا على تقديم مساعدة"غير عسكرية"الى المعارضة السورية من بينها معدّات اتصالات. وفي العام الماضي، قال أردوغان للرئيس السوري بشار الأسد ان عليه ان يتنحى بعدما نفد صبره من رفض الأسد انهاء الحملة التي تشنها قواته على انتفاضة شعبية ضد حكمه. وتوفر تركيا ملاذاً لأكثر من 16 ألف لاجئ سوري فروا من العنف في بلادهم. وهي تتخوف من تأثير العنف في الوضع على الحدود وفي الداخل التركي. كما أعلنت النرويج بدورها إغلاق سفارتها في دمشق لأسباب أمنية. وقالت الخارجية النرويجية إن ديبلوماسياً نرويجياً سيظل في دمشق في السفارة الدنماركية للبقاء على اتصال بالوزارة. ومطلع شباط فبراير الماضي، اثر اتساع رقعة أعمال العنف أعلنت النرويج عن خفض عدد العاملين في سفارتها في دمشق.