أعلنت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر فوز المحامية والناشطة الحقوقية السورية رزان زيتونه بجائزة المؤسسة السنوية في دورتها الرابعة عشرة تكريماً لها على نشاطها الحقوقي السلمي من أجل تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية في سورية. تكرم مؤسسة ابن رشد للفكر الحر سنوياً بجائزتها"شخصيات استحقتها بجدارة على أفكارها ونشاطاتها الرائدة التي تحملتها بجرأة وإقدام غير عابئة بما قد تعود عليها من اعتقال وتنكيل وتعذيب. وبذلك فإن هذه الشخصيات تشجع غيرها على الكفاح من أجل حرية الفكر والديموقراطية". وأضافت المؤسسة في بيانها: "ومع أن المؤسسة تدرك أن المقاومة اللاعنفية ليست ممكنة دوماً إزاء العنف المطلق، إلا أنها قررت منح جائزتها هذا العام لناشطة أو ناشط خاض ويخوض في بلاد الربيع العربي نضالاً سلمياً من أجل الدولة المدنية الديموقراطية. فشجاعة هؤلاء المناضلين وتضحياتهم في بلاد الربيع العربي وهم استطاعوا بصمودهم وكفاحهم من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية أن يسقطوا أنظمة الاستبداد من دون اللجوء إلى العنف تجعلنا ننحني أمامهم إجلالاً واحتراماً. لقد عانى المجتمع السوري على مدى أربعة عقود من نظام استبدادي شمولي خانق سد كل الأبواب في وجه أي إمكان للعمل المدني والمجتمعي. إنه نظام مخادع شرس احتكر السلطة وأفسد اقتصاد البلاد، وألغى مؤسسات المجتمع المدني، وكمم الأفواه وخنق أي صوت معارض، ما جعل العمل والنشاط السياسي والحقوقي والمدني سبباً مباشراً للاعتقال والتنكيل والتعذيب". وأوضح البيان اختياره الناشطة:"إن جيل الشباب السوري انتفض منذ ثمانية عشر شهراً وهبّ في كل أنحاء سورية يطالب بالإصلاح السياسي ثم بإسقاط النظام. ولعل رزان زيتونه بنشاطها في الدفاع عن حقوق الإنسان ومواكبتها الحراك السلمي في سورية تمثل أنموذجاً لجيل الشباب السوري الثائر الذي يخاطر بحريته الشخصية وأمنه وحياته في سبيل تحقيق التغيير والانتقال من دولة الاستبداد إلى دولة المواطنين المدنية الديموقراطية مهما كانت الأثمان. وهي تعتبر كذلك مثالاً لنساء سورية اللواتي يقفن في صفوف المقاومة ويشاركن في النضال ضد نظام الاستبداد، الأمر الذي تتجاهله الصحافة الغربية مع الأسف أو لا تعيره الاهتمام الكافي". ورزان زيتونه محامية شابة وناشطة في مجال حقوق الإنسان، لم تتجاوز الخامسة والثلاثين من العمر، انطلقت في نضالها الحقوقي للدفاع عن المعتقلين السياسيين في سورية بدءاً من عام 2001 وساهمت في عمل الجمعية السورية لحقوق الإنسان. وهي تنشر منذ عام 2005 تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان في بلدها على موقعها الإلكتروني http://www.shril-sy.info/enshril/ ونُشرت لها عشرات المقالات والتحقيقات عن هذه الانتهاكات في العديد من وسائل الإعلام. واضطرت زيتونه مع بداية الثورة السورية إلى التخفي نظراً لتعرضها لخطر مباشر، بعد مداهمة بيتها ومصادرة كل وثائقها واعتقال زوجها وأخيها وزجهما ثلاثة أشهر في السجن الانفرادي. وحصلت على جائزة"آنا بوليتكوفسكايا"للدفاع عن حقوق الإنسان، كما نالت جائزة"زاخاروف"من الاتحاد الأوروبي. وكانت لجنة تحكيم مستقلة عن المؤسسة اختارت رزان زيتونة من بين مجموعة من المرشحات والمرشحين من بلدان عربية. وتألفت اللجنة من: توفيق بن بريك تونس، عارف حجاوي فلسطين، جيزيل خوري لبنان ميرال الطحاوي مصر وسمر يزبك سورية.