دعا المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة فاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا، الهيئات الغذائية الدولية وجميع اللاعبين في إطار النظام العالمي للإنتاج الغذائي، الى ضمّ جهودهم معاً"من أجل اجتثاث الجوع من على وجه الأرض"في المستقبل القريب. وخلال افتتاح مؤتمر"تيرا مادري"أرضنا الأم نصف السنوي الذي عقدته أمس هيئة"الغذاء البطئ"Slow Food، قال إن إنجاز هدف القضاء كلياً على الجوع يندرج ضمن جملة الإجراءات الأخرى، ويتطلّب أيضاً انخراطاً فعلياً للتخلّص من مشكلة الهدر الغذائي وخسائر الأغذية. وأشار غرازيانو دا سيلفا إلى أن"نحو ثلث الغذاء المنتج في العالم يُفقد أو يهدر كلّ سنة، اي ما يكفي لتلبية احتياجات 500 مليون شخص بلا ضغوط إضافيّة على الموارد الطبيعية". وأضاف:"لا يبدو عاقلاً أن نغيّر طريقة إنتاجنا للغذاء بينما نواصل الاستهلاك كما نفعل الآن". إن الوقت حان كي نخطو"الخطوة الكبيرة التالية"في الحرب على سوء التغذية. مبادرة بان كي مون وأكد غرازيانو دا سيلفا أن"فاو"احتضنت مبادرة التحدّي التي طرحها الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون للقضاء على الجوع نهائياً في غضون حياتنا الراهنة. وأضاف:"أطلب منكم أن تفعلوا الشيء ذاته... فلنجعل من تحدي القضاء على الجوع مبادرة كل منّا". وأوضح أن الاستجابة لهذا التحدي تنطوي على جعل كلّ نظم إنتاج الغذاء مستدامة، إضافة الى تمكين صغار المزارعين ولا سيما النساء من مضاعفة معدلات الإنتاجية والدخل، وخفض الخسائر الغذائية والهدر، وضمان أن يملك الجميع على مدار السنة طعاماً مغذياً، وإنهاء سوء التغذية في غضون الحمل والقضاء على وقف نمو الأطفال بسبب نقص الغذاء. وذكر غرازيانو دا سيلفا أن وراء الهدر الغذائي يكمن"الميل إلى الاستهلاك المفرط لدى بلدان الدخل المتوسط والمرتفع". مفارقة كبرى وقال المدير العام للمنظمة إن النتيجة تظهر على شكل 1.5 بليون شخص من أصحاب الوزن المفرط، مقارنة بنحو 868 مليوناً من ضحايا نقص الغذاء... وتلك المفارقة تصوّر أحد الاختلالات الكبرى في عالم اليوم، أي التوزيع غير المتساوي للغذاء والدخل والفرص. وحضر مؤتمر"أرضنا الأم"مندوبون من نحو 130 بلداً، لمناقشة شؤون الغذاء والزراعة والتنمية المستدامة، وفنون الطهي والعولمة والاقتصاد. وباعتبارها منظمة غير ربحية، تروّج هيئة"الغذاء البطيء"، التي تضم 100000 عضو حول العالم، لإنتاج أغذية مستساغة ومغذّية ومستدامة بأساليب تقليدية.