اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أحزاب المعارضة باستغلال ارتفاع الأسعار لتحريك الشارع ضد النظام لكن الشعب لم يتجاوب معها. وكرس مجلس الوزراء اجتماعه امس برئاسة الرئيس عمر البشير لمناقشة الأزمة المعيشية وارتفاع أسعار السلع ما دفع المواطنين إلى مقاطعة شراء اللحوم ثلاثة أيام. وقال نائب رئيس الحزب في ولاية الخرطوم محمد مندور المهدي امس ان حزبه يدرك ان كل التحركات المعارضة لا تلقى تجاوباً لأن الشعب السوداني على دراية بالتطورات الجديدة وخروج مداخيل النفط من الموازنة ما اثر سلباً على الموارد. وأشار مندور الى ضرورة فرض الحكومة المزيد من السياسات التقشفية منوهاً ان خفض مخصصات الدستوريين من المسؤولين ليس كافياً، داعياً لاهمية اقرار معالجات اكثر صرامة وقوة. واعترف المهدى بوجود معاناة حقيقية وسط المواطنين في الخرطوم والولايات كاشفاً عن اجتماعات لاحتواء الزيادات الكبيرة في الأسعار متوقعاً صدور قرارات قريباً، ومشيراً الى ان الحزب نبه الدولة للمعاناة الكبيرة التي يواجهها المواطنون. الى ذلك استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق متظاهرين في ولاية القضارف شرق البلاد احتجاجاً على مقتل مواطنين في اشتباكات عنيفة مع قوات من الشرطة فى احدى احياء مدينة القضارف عاصمة الولاية، وأشاع الحادث غضباً وسط قبيلة البنى عامر التي يقطن منسوبوها الحي الذي شهد وقوع الاشتباكات. وتصدى عشرات المواطنين للشرطة اثناء محاولتها ازالة مواقع تربى فيها الابقار وردت الشرطة بإطلاق الرصاص على المتجمعين ما ادى الى مقتل اثنين واصابة شرطي بجروح خطرة. وتجمع العشرات من اهالي الضحايا امام مستشفى القضارف الذي نقلت اليه جثامين الضحايا بينما تولى حاكم ولاية القضارف كرم الله عباس وقيادات الاجهزة الامنية فى الولاية مساعي لتهدئة الجموع الغاضبة ووعدوا بمحاسبة الجناة وتقديمهم الى محاكمة عادلة. وفي تطور آخر أعلن الجيش السوداني، أنه سيطر على منطقة دندرو الاستراتيجية في ولاية النيل الأزرق التي تدور فيها مواجهات بين القوات المسلحة السودانية وقوات تابعة الى الحركة الشعبية القريبة من الحدود الاثيوبية منذ بداية الشهر الجاري. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العقيد الصوارمي خالد سعد أن القوات الحكومية سيطرت على منطقة دندرو المهمة الواقعة على بعد 100 كلم جنوب الدمازين عاصمة الولاية، وتقع على الطريق بين الدمازين والكرمك معقل المتمردين. وأضاف الصوارمي"استولينا من العدو على خمس دبابات بحالة جيدة وأربع سيارات لاندكروزر بكل أسلحتها". وكانت دندرو، ذات الطبيعة الجبلية القاسية، تمثل عقبة بالنسبة للجيش السوداني للوصول إلى الكرمك المعقل الرئيس لقوات حاكم ولاية النيل الأزرق المعزول مالك عقار.