كشفت الوكالة الأميركية للطيران والفضاء ناسا صاروخها الثقيل المستقبلي الذي يتيح للولايات المتحدة إرسال رواد فضاء لغزو المريخ. ولم يعد الأميركيون قادرين على تخطي مدار الأرض المنخفض منذ عام 1972 حين اختتم برنامج"أبولو"الذي سمح للإنسان بالهبوط على سطح القمر للمرة الأولى في تموز يوليو 1969. وقال رئيس"ناسا"ورائد الفضاء السابق تشارلز بولدن إن"الفصل الجديد من تاريخ استكشاف الفضاء الأميركي يكتب اليوم"، مضيفاً أن"نظام الإطلاق الجديد المسمى"سبايس لاونش سيستم"سيقدم وظائف برواتب جيدة، وسيضمن استمرار السيطرة الأميركية على الفضاء وسيلهم ملايين الأشخاص حول العالم"، مشيراً إلى أن الرحلة التجريبية الأولى متوقعة في عام 2017. وشرح أن"نظام الإطلاق الجديد ضروري لتنفيذ خطة الاستكشاف التي وضعها الرئيس باراك أوباما والكونغرس، إلى جانب كبسولة الفضاء الجديدة التي يجري تطويرها، وإطالة مدة نشاطات محطة الفضاء الدولية، وتسليط الضوء على التكنولوجيا الجديدة". ويسمح الصاروخ الثقيل، الذي تقدر"ناسا"كلفته الأولية بعشرة بلايين دولار، بنقل أربعة رواد فضاء في كبسولة"أوريون"المستقبلية لتنفيذ مهمات أبعد في الفضاء. وستدفع الطبقات الأولى للصاروخ، محركات، من خلال حرق مزيج من الهيدروجين والأوكسيجين السائل على حرارة منخفضة. وستكون المحركات مشابهة لتلك المستخدمة في المكوك الفضائي، وسيزود صاروخ"أس أل أس"المستقبلي بخمسة صواريخ إضافية تعمل على البارود من أجل الرحلات التجريبية. ويمكن تشبيه طريقة عمل نظام"أس أل أس"بنظام إطلاق المكوكات وبتكنولوجيا برنامج"كونستيليشن"الذي اقترحه الرئيس جورج بوش عام 2004، وألغاه خلفه أوباما، بسبب كلفته المرتفعة. وكان الهدف من ذلك البرنامج عودة الأميركيين إلى القمر قبل غزو المريخ. وستتمكن النسخة الأولى من الصاروخ من نقل شحنة يتراوح وزنها بين سبعين ومئة طن في الفضاء، ما يجعله الصاروخ الأقوى بعد"ساتورن 5"برنامج أبولو الذي كان في إمكانه نقل 130 طناً. وتعتزم"ناسا"تطوير"أس أل أس"لزيادة قدرته إلى 130 طناً. ومن باب المقارنة، كانت المكوكات الفضائية، وآخرها أتلانتيس الذي أجرى رحلة في تموز يوليو الماضي، تتمتع بقدرة نقل قصوى مقدارها 27 طناً.