زار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس العاصمة الصومالية مقديشو في زيارة لا سابق لها لهذا البلد الذي تمزقه الحروب الأهلية منذ 1991، ويعاني أسوأ مجاعة منذ عشرين عاماً. ورافق أردوغان في هذه الزيارة التي تهدف الى تسليط الضوء على المجاعة في الصومال زوجته أمينة وأربعة من وزرائه، بينهم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، ووفد كبير من رجال الأعمال والإداريين والنواب معسكراً للنازحين ومستشفى. وأعلن أردوغان في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد أن تركيا ستفتح سفارة لها في مقديشو، وستبني طريقاً من مطار مقديشو الى المدينة، وستحفر آباراً لتحسين إمدادات المياه كما ستبني مدارس ومنازل. وتهدف زيارة أردوغان الى جذب الانتباه الدولي الى المجاعة التي تعصف بالصومال. وكانت تركيا أرسلت أربع طائرات محملة بعشرات الأطنان من المؤن والأدوية الى الصوماليين. واستضافت إسطنبول الأربعاء الماضي اجتماعاً لمنظمة التعاون الإسلامي التي تعهدت تقديم 350 مليون دولار للصومال. وشكلت كازاخستان وتركيا والسعودية والسنيغال ومنظمة التعاون الإسلامي مجموعة خاصة مكلفة متابعة الوضع في الصومال وتنسيق حملات المساعدات. يذكر ان الصومال هي البلد الاشد تضررا في القرن الافريقي من جراء موجة جفاف طويلة وقد اعلنت الاممالمتحدة ان خمس مناطق من الصومال باتت تعاني من المجاعة. وتعاني مقديشو بشكل واضح من تدفق اعداد ضخمة من الاسر المعوزة ممن نصبوا اماكن ايواء بسيطة في المساحات المفتوحة. كما تكتظ مستشفيات المدينة باعداد ضخمة من البالغين والاطفال الذين استبد بهم الجوع وظهر باديا على اجسامهم، بعد ان قضى اخرون نتيجة اسوأ موجة جفاف تشهدها منطقة القرن الافريقي منذ عقود. وعززت وكالات الاغاثة جهودها لمساعدة السكان المتضررين غير ان انعدام الامن في احد اخطر بلدان العالم يعرقل وصول المساعدات. وصرح البرنامج العالمي للغذاء امس انه نقل جوا 120 طنا من عجينة الفول السوداني المعززة بالعناصر الغذائية لمساعدة الاطفال الذين يعانون سوء التغذية فضلا عن 24 طنا من الكعك عالي الطاقة للسكان في مقديشو ومناطق جنوبية. وقالت المنظمة في بيان لها"قدمنا الدعم الى 30 الف شخص ممن وصلوا لتوهم الى مقديشو او عبروا الحدود من كينياواثيوبيا". وصرحت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الاممالمتحدة للطفولة ان تزايد حالات الاصابة بالكوليرا والاسهال الحاد اضافت الى معاناة الصوماليين. وقالت المنظمتان انه منذ كانون الثاني ينايراستقبلت مستشفى بنادير في مقديشو وحدها 4272 حالة اصابة بالكوليرا والاسهال الحاد. كما وردت حالات بالاصابة بالمرض في اربع مناطق بجنوبالصومال ومازال عدد الحالات يتصاعد. وحذرت وكالات الاغاثة من انتشار المجاعة لتعم كل مناطق جنوبالصومال خلال الاسابيع المقبلة. ووصفت وحدة رصد النقص الغذائي في الاممالمتحدة الوضع في الصومال بأنه الاسوأ انسانيا في العالم والاسوأ بين ازمات الامن الغذائي في افريقيا منذ المجاعة التي شهدها الصومال عامي 1991 و1992. ومازالت اغلب مناطق جنوبالصومال، واغلب المناطق التي اعلنت فيها المجاعة، خاضعة لسيطرة ميليشيا"حركة الشباب المجاهدين"الاصولية. وقد لجأ الاف الصوماليين الى اثيوبياوكينيا المجاورتين، غير ان الحياة في مخيما