ذات يوم بارد من أيام الخريف، لمح فلاح عصفوراً صغيراً مستلقياً على ظهره في منتصف الحقل... فتوقف عن الحرث ونظر الى هذا المخلوق الضعيف وسأله مستغرباً: لماذا تستلقي على ظهرك هكذا؟ فأجابه الطائر: سمعت ان السماء ستسقط اليوم. فضحك الفلاح وقال: أتظن ان رجليك النحيلتين ستمنعان السماء من السقوط؟ فأجاب العصفور: على كل منا بذل ما في وسعه. على كل منا بذل ما يستطيع من قدره وطاقه... عليك أن تشعل شمعة قبل أن تلعن الظلام. قدم ما تستطيع من جهد وقدرة لعلَك تغير من الواقع ليصبح واقعاً أجمل وأفضل لك ولغيرك، واذكر دائماً أن الشمعة المضيئة تقترب من أختها المنطفئة فتضيء، فأنت بإخوانك أقوى واقدر على التغيير والثبات. لا تركن إلى ضعفك وقلة حيلتك وتذكر أن الانتصار والهزيمة أحياناً لا يكونان بمفهوم الربح والخسارة فقد تكون قد حققت النصر لكنك داخلك مهزوم ضعيف منكسر. أو أن تكون قد هزمت لكنك بداخلك قوي منتصر عزيز، فكن دائماً على ثقة بنفسك وبالطاقة الكامنة فيك. واعلم أن الشجاعة ليس أن لا يكون في قلبك خوف من شيء... ولكن أن تنتصر على خوفك وان تحقق المطلوب منك أداؤه. لا يوجد انسان ذو مناعة من الألم، لكن عليك ان توقن انك قادر أن تعيش رغم هذا الألم، بل انك قادر ان تحيل ألمك هذا الى أمل. ما الذي يمنعنا من التغيير نحو الأفضل؟ ما الذي يجعلنا نلتصق بالأرض ونرفض النهوض من جديد لرسم المستقبل الجميل لأبنائنا؟ نسارع دائماً الى القول: لا نستطيع ... ليس بيدنا شيء. حتى أنها أصبحت على لسان كل واحد منا. أصبحنا نحب الركون الى اليأس، ولا نحاول حتى محاولة التغيير! يجب على كل منا ألا يستهين بنفسه فكل منا قادر على التغيير في جانب من الجوانب وهو مبدع في مجال. فلنسخر إبداعنا لخدمة قضايانا وقضايا أمتنا، يجب ان تكون هذه رسالتنا لبعضنا البعض ولأبنائنا ويمكن أن يؤثر تغيرك على العديد من الأجيال المقبلة فتكون أنت صاحب التغيير، وليكن شعارنا في الحياة نحن قادرون على التغييرالى الأفضل. وتذكر قول ابن الجوزي: ما ابتلي الإنسان قط بأعظم من علو همته فإن من علت همته يختار المعالي. ثامر سباعنه - فلسطين - بريد إلكتروني