أسفر زلزال قوي عن سقوط 65 قتيلاً على الأقل في مدينة كرايست تشيرش ثاني أكبر مدن نيوزيلندا الاثنين ويتوقع زيادة العدد مع بحث عمال الإنقاذ عن ناجين محاصرين وسط أنقاض المباني المهدمة. وكان هذا ثاني زلزال يضرب المدينة خلال خمسة أشهر وأسوأ كارثة طبيعية تشهدها نيوزيلندا منذ 80 سنة. وقال رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي للتلفزيون المحلي:"ربما نكون بصدد أكثر أيام نيوزيلندا قتامة، عدد القتلى المتاح لدي حالياً هو 65 وربما يرتفع هذا العدد". وأضاف كي الذي توجه إلى كرايست تشيرش:"من الصعب الوصف. المدينة التي كانت مفعمة بالحيوية قبل ساعات عدة أصبحت معدمة". وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 6.3 درجة المدينة أثناء الظهيرة عندما كانت الشوارع والمتاجر تعجّ بالناس وكان العاملون ما زالوا موجودين في المصالح المختلفة. ووصف رئيس بلدية كرايست تشيرش المدينة التي يسكنها نحو 400 ألف نسمة بأنها منطقة حرب. وقال رئيس البلدية بوب باركر للتلفزيون الأسترالي في مكالمة هاتفية:"سيكون هناك قتلى، سيكون هناك الكثير من الإصابات، سيكون هناك الكثير من الأحداث المؤلمة في هذه المدينة". وصرّح لإذاعة محلية في وقت لاحق بأن ما يصل إلى 200 شخص، ربما يكونون محاصرين وسط المباني المهدمة. وكان هذا الزلزال أسوأ كارثة طبيعية تشهددها البلاد منذ عام 1931 في مدينة نابير شمال البلاد والذي أسفر عن سقوط 256 قتيلاً. وشهد مستشفى كرايست تشيرش تدفقاً لحالات المصابين. وقال ديفيد ميتس المدير التنفيذي لمجلس كانتربيري الصحي:"لدينا كثيرون في قسم الطوارئ، عدد كبير، الكثير منهم إصابتهم جسيمة". وقال مسؤولون إنه تمت تعبئة كل العاملين الطبيين العسكريين في حين أن هناك مئات عدة من الجنود تشارك في عمليات الإنقاذ. كما أقيمت مراكز الإيواء الطارئة في مدارس محلية وفي حلبة سباق مع اقتراب الليل. وأصدرت السلطات توجيهات للمستشفيات الرئيسة في أنحاء البلاد بإفساح المكان الكافي لضحايا الزلزال. وكان هناك أنباء عن نقص في سيارات الإسعاف. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن الزلزال على عمق أربعة كيلومترات فقط. وكان موقع الزلزال على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من كرايست تشيرش التي تكبّدت الخسائر الأكبر خلال الزلزال الذي وقع في أيلول سبتمبر الماضي، وبلغت قوته 7.1 درجة لكنه لم يسفر عن سقوط قتلى.