المساوة"كلمة قفزت من قاموس العرب لتهدد نُظُمهم وتغيّر تاريخهم الحديث، بل إنها كلمة شطرت العالم نصفين، فباسم المساواة شُنّت حروب، ولأجلها سالت دماء. بعد اعتلائه الدساتير ومناداته بالتوازن بين الحقوق والواجبات وإنصاف المرأة، وجد مفهوم المساواة لنفسه مسارب كي يتدخل في شؤون الحياة كافة، مثل الصحة والتربية والاقتصاد. وفي بيروت، بدا هذا الأمر واضحاً في مؤتمر"المساواة في الرعاية الصحية العالمية-سدّ الثغرات"، الذي برز فيه اهتمام المسؤولين والاختصاصيين، في مسألة التساوي في إيصال الرعاية الصحية الى جميع المواطنين. شهد المؤتمر البيروتي مشاركة من أطباء ووزراء ومهتمين، اعتبروا ان سياسة المساواة بين جميع المواطنين هي ركن أساسي في نهضة العلوم، وأشاروا إلى ان هذا المؤتمر جاء ليرفع مستوى الوعي لبنانياً بمفهوم المساواة في الرعاية الصحية. في سياق متّصل، سلّط المؤتمر الضوء على ضرورة تحسين نوعية الحياة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات وأمراض تتعلق بالعظام والمفاصل. ولاحظ المشاركون فيه أن هذه الأمراض تسبب آلاماً مزمنة وإعاقات جسدية، توصل بمصابيها الى العزلة اجتماعياً وإنسانياً. كما سعى القيّمون على المؤتمر الى تعزيز طُرُق مكافحة هذه المعاناة، إضافة الى ضرورة خفض التكلفة التي تتكبدها المجتمعات بسبب هذه المشكلات. وتناول المشاركون تأثير أمراض العظام والمفاصل على حياة الناس وخاصة كبار السن، اذ تتوقع تقارير"منظمة الصحة العالمية"أن تتضاعف أعداد من هم فوق عمر الخمسين عاماً بحلول عام 2020، ما يقود الى تسارع انتشار أمراض العظام والمفاصل. وكذلك تورد إحصاءات عالمية أرقاماً مخيفة عن ضحايا حوادث المرور، وهي من أسباب الإعاقات في العظام والمفاصل، إذ تتسبب هذه الحوادث بإصابة 50 مليون شخص سنوياً، تشمل إعاقات متنوّعة، كما تودي بحياة مليون ومئتي الف شخص سنوياً أيضاً، إضافة الى قتل طفل كل 3 دقائق. وشهد المؤتمر أيضاً، كثيراً من التشديد على ضرورة إعطاء أهمية القصوى للوقاية، واعتبارها جزءاً أساسياً من إستراتيجيات الرعاية الصحية، إضافة الى تنظيم حملات توعية عن مرض ترقّق العظام وإصابات الأطراف المرتبطة بمرض السكري وغيرها.