أظهرت دراسات ان النيزك"لوتيسيا"الذي حلق فوقه المسبار الأوروبي"روزيتا"في 10 تموز يوليو 2010، هو من البقايا الكثيفة لكواكب مصغرة هي عبارة عن كتل صخرية كبيرة ساهمت في تشكّل كواكب النظام الشمسي. وقال عالم الفلك في مرصد باريس ستيفان ايرار:"لدينا للمرة الأولى تقريباً وبوضوح شاهد على مرحلة تشكل الكواكب، وهو الجرم الأول من هذا النوع الذي نرصده". وشارك ايرار ضمن فريق دولي في تحليل نتائج عمليات المراقبة التي أجريت بفضل المسبار"روزيتا"الذي تمكن من التقاط اكثر من 400 صورة تظهر الكثير من الحفر على سطح النيزك الذي اكتشف عام 1852، وأطلق عليه اسم مدينة باريس باللغة اللاتينية"لوتيسيا". ويبعد النيزك 450 مليون كيلومتر عن الأرض، وهو جرم قديم"من بقايا الكواكب المصغرة الاولى"التي شكلت قبل اكثر من اربعة بلايين سنة كل كواكب النظام الشمسي، على ما جاء في استنتاجات الفريق التي تنشرها مجلة"ساينس"العلمية الاميركية. وتظهر الصور جرماً يبلغ طوله 120 كيلومتراً تقريباً وعرضه 100 كيلومتر يتمتع بجيولوجيا معقدة وبكثافة مرتفعة جداً بالنسبة إلى نيزك. وقال ايرار في هذا الصدد:"انطلاقاً من هذا الحجم، فإن الأمر يتعلق فعلاً بأجرام أصلية حافظت تقريباً على الوضع الذي كانت عليه في الحقبة التي تشكلت فيها الكواكب". وأضاف:"لا نظن انه حطام عمليات اصطدام قديمة نسبياً مثل غالبية الأجرام الصغيرة الموجودة في حزام النيازك الرئيسي، بل على العكس، إنها بقايا ما نسمّيه الكواكب المصغرة وهي من الكواكب الاولى". ومع عمليات الاصطدام المتكررة التحمت هذه الكواكب المصغرة بعضها ببعض لتشكل أجراماً أكبر ونواة لكواكب أخرى. ويتمتع نيزك"لوتيسيا"بكثافة تصل الى 3,4 غرام في السنتيمتر المكعب الواحد، وهي من أعلى نسب الكثافة في نيزك ما، فيما الحرارة الدنيا المسجلة على سطحه تبلغ 28 درجة مئوية تحت الصفر. وأشار ايرار إلى"انه جرم جاف بالكامل، وما من مؤشرات لوجود رطوبة على سطحه، ما يعني انه شهد في مرحلة ما حرارة مرتفعة". ويحمل النيزك"لوتيسيا"بصمات عمليات اصطدام كثيرة، وتسبب وابل نيازك أصغر منه بتشكل حفرات كثيرة على امتداد عشرات الكيلومترات من سطحه. وفي بعض المناطق الملساء، مثل القطب الشمالي المكسو بطبقة سميكة من الريغوليث وهو غبار صخري ناتج من اصطدام الأحجار النيزكية، تركت حوادث انزلاق تربة آثاراً واضحة. وكان المسبار الاوروبي"روزيتا"حلق العام الماضي على مسافة 3142 كيلومتراً من سطح"لوتيسيا"الواقع في الحزام الرئيسي للنيازك بين مداري المريخ والمشتري. وأطلق"روزيتا"عام 2004، ويفترض ان يكون على موعد عام 2014 مع المذنب"67/بي شوريوموف - جيراسيمنك".