إنتهى العَرض. إنفضّ الجمع. إنتهت الفُرجَة الإلكترونية المديدة التي تدأب دبي على استضافتها سنوياً منذ 31 عاماً. أُسدِل الستار أخيراً على"أسبوع جيتكس للتقنية 2011"، وهو ثالث أكبر المعارض المتخصصة في مجال التكنولوجيا وتقنية المعلومات عالمياً. على رغم الأمنيات، لم يصل عدد الزوّار إلى أعداد ارتجاها كثير من القيميين على"جيتكس". عمد المعرض إلى تسليط الضوء على"قمة القادة العالميين"و"فعالية الأمن عبر الإنترنت"، اللذين استقطبا مئات الخبراء في تقنية المعلومات والاتصالات. استمع هؤلاء إلى أفكار من شخصيات تقود هذه التقنية. إذ تحدّث كريس ديديكوت، رئيس شركة"سيسكو سيستيمز"Cisco Systems لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، عن طُرُق تحقيق نمو مُستدام في منطقة الشرق الأوسط. وأثرى براناف ميستري، المبتكر التقني الذي يسعى لتوسيع آفاق الحوسبة الافتراضية، خيال مستمعيه بأفكار خلاّقة حول مفهوم"الحوسبة الإنسانية"Human Computing التي لم يُسمع بها سابقاً في الشرق الأوسط. ال"هاكرز"آتون في السياق عينه، جذب موضوع"الأمن عبر الإنترنت"اهتمام جمهور أصغى الى كلمات خبراء مثل جيف موس، رئيس الأمن التقني في"مؤسسة الإنترنت للأرقام والأسماء"ICCAN المشهورة. ودُعِمت هذه الموضوعة عينها عَبر تنظيم التصفيات النهائية لمنطقة الشرق الأوسط والهند، المؤهّلة ل"الأولمبياد العالمي للأمن الإلكتروني". وحضرت هذه التصفيات للمرة الأولى الى"جيتكس". وشهدت التصفيات مشاركة مجموعة من أمهر قراصنة الإنترنت"هاكرز"Hackers عالمياً. وأدى هؤلاء ال"هاكرز"سلسلة من المنافسات في مجال القرصنة، تضمّنت محاولة فريق تنفيذ نشاطات قرصنة إلكترونية، فيما تولى فريق"هاكرز"آخر التصدي له. وفي العالم العربي، لا يزال النقاش عن ظاهرة ال"هاكرز"محدوداً، ويسير في أُطر أخلاقية ضيّقة. هل يغيّر حضور هؤلاء ال"هاكرز"الصورة عنهم عربياً؟ أليس من المهم ملاحظة علاقاتهم المتينة مع شركات الكومبيوتر والإنترنت، على رغم أنها لا تتوقف عن الشكوى منهم؟ وترافق"جيتكس دبي 2011"، مع إطلاق الدورة الأولى من"معرض إنفوكوم الشرق الأوسط وإفريقيا 2011"، في مبادرة مشتركة من"مركز دبي التجاري العالمي"و"أنفوكوم إنترناشيونال". وتمثّل هدفها في تمكين المحترفين والمستخدمين في منطقة الشرق الأوسط من مواكبة أحدث التطورات في صناعة التقنيات المرئية - المسموعة. وفي"جيتكس"أيضاً، نوقش موضوع"حوسبة السحاب"Cloud Computing. وخُصّص لها معرض ومؤتمر. وفي سياقهما، تعاقب على منصّاتهما ستيف ديتش، المسؤول عن"حوسبة السحاب"في شركة"إتش بي" HP العالمية، وتشاك هوليس المدير العالمي للتسويق في شركة"إي أم سي"EMC العالمية، ورونالد رافينسبيرغر، مدير الشبكات الرئيسة في شركة"هواوي"الصينية لشبكات الخليوي، وراميش كريشنا بانداري، خبير تطوير الأعمال لخدمات"حوسبة السحابية"في شركة"اتصالات"الإماراتية، وألفونسو دي إياني، نائب الرئيس الأول لشركة"أوراكل"Oracle في أوروبا الشرقية والوسطى والشرق الأوسط. وقدّم الأخير عرضاً عن العلاقة بين تكلفة"حوسبة السحاب"مع درجة الأمن التي تعطيها. واستجابة لثورة الاتصالات الرقمية، عُقِدت ندوة عن الاتصالات المتطوّرة، تعتبر دعماً للبعد الاتصالي في"جيتكس"الذي توسّع منذ بضعة أعوام ليضم معرض"غولف كومز"Gulf Comms المتخصص في الاتصالات. وألقيت في الندوة كلمات لرموز كبيرة في الاتصالات مثل جيم بالسيلي، الرئيس التنفيذي لشركة"بلاك بيري"Black Berry. وللمرة الأولى، خصص"جيتكس"قسماً للتسويق الرقمي. مشاركة واسعة تتحدى ظروفاً صعبة على رغم الأزمة الاقتصادية العالمية وما يتولّد عنها من ظروف صعبة للشركات والدول، شهد معرض"جيتكس"مشاركة من جانب ما يزيد على 3500 شركة، جاءت من 57 دولة. يشمل الرقم شركات حضرت للمرة الأولى من كازاخستان ولاتفيا ومالطا والمغرب، إضافة إلى مشاركة عشرة أجنحة وطنية جديدة لإيطاليا واسكتلندا وإسبانيا وباكستان وبنغلاديش وكازاخستان ولبنان والمغرب. وخلال قمة"قادة المعلوماتية العالميين"التي استضافها"جيتكس"تحت شعار"الابتكار التقني عَبر القيادة الإبداعية"، تحدثت نخبة من رجال الأعمال امام حضور ضم مئات من المديرين التنفيذيين والاختصاصيين في صناعة التقنية المعلوماتية. وقدّمت هذه النخبة رؤاها لواقع المعلوماتية وآفاقها مستقبلاً. في هذا السياق، أكّد كريس ديديكوت، من شركة"سيسكو"، الأهمية الحاسمة للتقنية في تحقيق نمو مُستدام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقال:"تواصل منطقة الشرق الأوسط توطيد مكانتها كواحدة من أكثر المناطق ابتكاراً وتطويراً، وهي ماضية نحو الريادة في مضمار مبادرات النمو المستدام... ثمة الكثير من الفرص المهمة والمجزية في بلدان المنطقة. وسنواصل التنسيق عن قُرب مع المؤسسات والهيئات الحكومية والشركات في المنطقة، بهدف دعمها في تحقيق أهدافها وغاياتها. ونعتقد أنها اللحظة المناسبة للتخطيط لمستقبل مستدام يرتكز على التقنيات الذكية". وتحدّث رود بيكستروم، من هيئة"إيكان"الدولية المتخصّصة في إدارة عناوين بروتوكول الإنترنت، متناولاً مسألة"النطاقات العامّة العلوية الجديدة"فوصفها بأنها أحد أهم التحوّلات في تاريخ الإنترنت. وشدّد على أهميتها لمنطقة الشرق الأوسط لأنها قابلة للتعريب، وقد توفر فرصاً غير مسبوقة لتعزيز انتشار الإنترنت في الدول العربية. ثم ألقى جورجيو دي باولو، رئيس استراتيجية التقنية المعلوماتية في شركة"أكسنتشر"Accenture للاستشارات، التي شاركت في رعاية القمة، كلمة بعنوان:"سياق الابتكار: أفكار غير رسمية عن التوجهات التقنية". وقدّم دي باولو رؤيته عن التطورات التقنية، ودور القيادة التقنية الملهمة في تحفيز سوق تقنيات المعلومات والاتصالات. كما تحدث براناف ميستري، مبتكر تقنية"حوسبة السحاب"والمصنّف بين أهم 35 مبتكراً عالمياً. وقدم عرضاً حياً لإمكاناتها، مبيّناً أنها تتيح للأفراد المشاركة فعلياً في عمليات تناقل البيانات الرقمية. وإذ تحدّث ميستري على الفيديو عبر شبكة الإنترنت، فقد كشف عن نماذج أولية لبعض ابتكاراته في التقنية الافتراضية، ومنها هواتف ذكية مصمَّمة للتحكم بالأجهزة المنزلية كافية، بداية من تغيير قناة تلفزيونية ووصولاً إلى تحديد درجة حرارة مياه الاستحمام. وقال ميستري:"هناك سعي دؤوب في الشرق الأوسط والهند، يرافقه فضول تجاه الابتكار ووضع الحلول. ولطالما ساهمت هاتان المنطقتان عبر قرون طويلة، في حل مشكلاتهما التي تتسم بطابع خاص. كما تغلبتا على تلك المشاكل بطرق خاصة أيضاً. لذلك، ثمة رابط طبيعي يربطهما بالتقنية، كما تتوافر فيهما ثقافة تُمكّن المفاهيم الأولية من أن تتحوّل واقعاً. إنهما منطقتان للابتكارات بامتياز". في سياق متّصل، جاء حديث وليام سايتو، الرئيس التنفيذي لشركة"إن تيكر كيه كيه"للاستشارات التقنية، الذي اعتبر أن التطور التقني والإبداعي في الشرق الأوسط هو من بين الأسرع عالمياً. وقال:"على رغم أن التطورات التطبيقية لا تسير بسرعة توازي التطورات العملية، يشهد الشرق الأوسط قفزات تقنية هائلة اختصرت أجيالاً من الزمن. لقد وصلنا اليوم إلى مرحلة تختصر فيها سرعة تجسيد النظرية العملية في تطبيقات عملانية، من قرون وعقود، إلى سنوات وحتى شهور في بعض الأحيان". دبي والمواطن الافتراضي على صعيد موازٍ، افتتح جيف موس، كبير المسؤولين الأمنيين في هيئة"إيكان"، فعالية"الأمن عبر الإنترنت"بكلمة عنوانها"أفعال فردية لمناعة جماعية". وركز فيها على الأمن الجماعي وأهميته في التصدي للهجمات الفيروسية والخبيثة على شبكة الإنترنت. وعلى رغم أهمية"جيتكس دبي"عالمياً، إلا ان الشركات لم يكن لديها ما تعلن عنه، على غرار ما كانت تفعله في دورات المعرض التي سبقت الأزمة الاقتصادية العالمية. ولم يحل ذلك دون سعي الشركات لإثبات حضورها في الشرق الأوسط، المنطقة التي باتت تعتبر أرضاً خصبة لاستضافة أنواع التكنولوجيا كافة. في هذا السياق، أطلقت"سيسكو سيستمز"جهاز"سيوس"في منطقة الخليج. ويعمل على توفير التكامل في الخدمات الافتراضية، بعد أن توضع على سطح المكتب في الكومبيوتر، كما يتعامل مع"حوسبة السحاب"، مُتيحاً الوصول إلى الملفات والبيانات والبرامج وضمنها الفيديو العالي الوضوح، عبر الإنترنت. وكذلك واصلت دائرة"حكومة دبي الإلكترونية"حملتها الترويجية عن"أفضل عميل إلكتروني"، التي تسير تحت شعار"ادفع واربح". وتعبّر الحملة عن تقدير"حكومة دبي الإلكترونية"لمن اتخذوا من الدفع الإلكتروني خياراً لهم، لأن هذا الأمر يعزز الجهود الرامية إلى بناء مجتمع مؤسس على المعرفة.