نشر"المعهد الأميركي لإحصائيات الصحة"تقريراً أول من نوعه منذ ربع قرن، نبّه فيه إلى ظاهرة ديموغرافية يندر أن تُسجّل في دولة صناعية كبرى في الغرب. وتتمثّل الظاهرة في انخفاض متوسّط الأعمار أميركياً من 77.9 إلى 77.8 عاماً بين 2007 و 2008، علماً بأن هذا المُعدّل يسجّل ارتفاعاً سنوياً مطّرداً منذ 1970، بمُعدّل شهرين ونصف. لا تعود هذه الظاهرة إلى ارتفاع في مُعدّل وفيات الأطفال، وقد سجّلت أعلى انخفاض لها في الفترة عينها، بل إلى نسبة الوفيات عند من تفوق أعمارهم ال 85 عاماً، وإلى تدهور نظام الصحة العامة، بحسب التقرير الأميركي. وإذ دقق صُنّاع التقرير في 99 في المئة من وفيات الأميركيين، توصّلوا إلى إيجاد رابط لها مع مجموعة من الأمراض، خصوصاً الألزهايمر والزكام وأمراض الكلى والصدر والضغط الدموي والسمنة والسكري. سجّل التقرير هذا الانخفاض في متوسط الأعمار بشكل متساوٍ بين البيض والسود، على رغم أن معدل الأعمار عند الأفارقة الأميركيين يقل عن نظرائهم البيض بقرابة 8 سنوات، ما يعكس حقيقة معروفة عن تدني مستوى التغطية بالرعاية الصحية لسود أميركا. وتناول التقرير عينه الأسباب العميقة المؤدية إلى الأمراض التي كانت وراء الانخفاض المستمر في معدل العمر، فوجدها في تدهور ظروف الصحة العامة واعتماد نظام تغذية غير متوازن. والمعروف أن أميركا تحتل المرتبة 51 في قائمة متوسط طول العمر فيها، وهو أمر يتكرّر الحديث عنه في السجالات السياسية، وقد استعاده الرئيس باراك أوباما في سجالاته لمصلحة تغيير نظام الضمان الصحي في أميركا. وتتصدّر اليابان قائمة الأطول عمراً، ويزيد متوسط العمر فيها ب4 سنوات عن الولاياتالمتحدة. وأنحى التقرير باللائمة على الأجيال الأميركية المتعاقبة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، لجهة انجذابها الى المعلبات والوجبات السريعة"فاست فود"، محمّلاً هذا النمط من الغذاء جزءاً كبيراً من المسؤولية عن هذه الظاهرة. وفي الدول العربية، تتصدر الكويت القائمة عينها، باحتلالها المرتبة 52 عالمياً بعد الولاياتالمتحدة مباشرة، إذ يقدر متوسط العمر فيها بقرابة 76 عاماً. وتسجل الأعمار متوسطاً قدره 76 سنة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ويليهما لبنان 73 سنة والمغرب 71 سنة والسودان 51 سنة ثم جيبوتي 43 سنة والصومال 43 سنة.