تستمر مغامرة العراق، وتنتعش آمال قطر، ويحاول الأردن من جديد للوصول إلى أبعد نقطة في كأس آسيا المقامة في الدوحة، والتي شهدت تراجعاً متوقعاً للعديد من الفرق الخليجية، أبرزها المنتخب السعودي الذي خيّب آمال الجميع بعروض ضعيفة ونتائج مخزية، وخروج مهين من الدور الأول، رحل على إثره الجميع، بدءاً من الأمير سلطان بن فهد، الذي آثر الراحة والسكينة، وقبله خرج البرتغالي بيسيرو، حاملاً حقائبه إلى بلاده مباشرة، بعد مسيرة غير موفقة على الإطلاق في السعودية. ولم تتوقف الخسائر عند ذلك فقط، بل إن العديد من اللاعبين قد يخرجون أيضاً من المنتخب إلى غير رجعة، ولعلها تكون بادرة خير لإعادة البناء من جديد على أساس سليم وقواعد مهنية صحيحة، بدلاً من عمليات الترقيع التي استمرت لسنوات، ليفيق بعدها الجميع على صدمة الخسائر المتكررة. والشيء نفسه يحدث في الإمارات، التي لم تحقق شيئاً يذكر في بطولة آسيا، باستثناء الصعود إلى النهائي في البطولة التي أقيمت هناك، وخسرت لقبها أمام"الأخضر"بركلات الترجيح، ومن يومها وباستثناء الفوز بكأس الخليج، خرج المنتخب الإماراتي من السباق ولم يعد حتى الآن، على رغم كل الإمكانات المتوافرة له التي من النادر أن تتوافر لغيره من المنتخبات. وكالعادة لم تحقّق الكويت شيئاً يذكر. فقط انشغلوا بالاعتراض على حكم المباراة الأولى، والذي كان ظالماً بالفعل، ولكنه أمر وارد الحدوث في كل المسابقات حول العالم، فخرج اللاعبون عن تركيزهم، وانشغلوا بالحرب الإعلامية، ووجدوا شماعة يعلقون عليها خسائرهم قبل العودة إلى بلادهم كما ودعت البحرين البطولة، على رغم أن فرصهم لم تكن قليلة، ولكن يبدو أن هناك شيئاً ما خطأ، وعلى رغم إعجابي الشديد بسليمان الشريدة المدرب الوطني، إلا أن هناك ما لا يعرفه أحد يعطل البحرين دائماً، وهذا ما حدث مرتين في تصفيات كأس العالم، بعد أن وضعت البحرين قدمها اليمنى في النهائي، فإذا بها كلها تخرج دونما سبب مفهوم حتى الآن. تبقى التجربة السورية وأياً كانت نتائجها المستقبلية، إلا أنها تستحق كل التحية، ومعها التجربة الأردنية، فبأقل الإمكانات حقق المنتخبان نتائج طيبة ولم يخشيا الكبار، بل فازا عليهم وتقدما خطوات كبيرة للأمام، ولسوء الحظ أن القدر أوقعهم في مجموعة واحدة، لذا وجب تأهل أحدهما على حساب الآخر، ولكن وفي كل الأحوال، فالبلدان والمنتخبان يستحقان الإشادة والتقدير بل والدراسة، فالإمكانات هنا وهناك لا يمكن أبداً أن تقاس بما يتم توفيره لأي منتخب خليجي، والمدربون الذين يتولون المسؤولية سواء في سورية أو الأردن على قد حالنا سواء الروماني أو العراقي عدنان حمد، ولكن على الأقل لديهم الإخلاص والعزيمة لتحقيق شيء ما، وهو ما تحقّق بالفعل في هذه البطولة. من هنا فأنا أطالب المسؤولين في الاتحادين بالحفاظ على المكتسبات والإمساك بها، والسعي لتحقيق المزيد من النجاحات، خصوصاً بعد أن وضعوا أقدامهم على أول طريق النجاح. [email protected]