أدان بيلاوال بوتو زرداري رئيس"حزب الشعب"الحاكم في باكستان اغتيال عضو الحزب حاكم أقليم البنجاب سلمان تيسير الأسبوع الماضي، بسبب سعيه الى تغيير قانون معاقبة التجديف ضد الإسلام، ووصف من يحتفلون بمقتله ويمجدون هذه الجرائم أو يبررونها بأنهم"المجدفون الحقيقيون". وتعهد ابن رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو التي اغتيلت عام 2007 والرئيس الحالي آصف علي زرداري خلال مراسم تأبين أقيمت في لندن لتيسير الذي قتله حارسه الشخصي بإطلاق النار عليه، الدفاع عن الأقليات في باكستان التي تتعرض لمضايقات متزايدة من جماعات دينية نافذة، وتتحول في احيان كثيرة الى أهداف لعنف الإسلاميين. وقال بوتو:"أتوجه إلى المسيحيين وباقي الأقليات في باكستان، وأقول لهم سندافع عنكم"، مضيفاً"من يتمنون أن يلحقوا بكم الأذى بسبب جريمة لم ترتكبوها يجب أن يتخطوني أولاً"، مع العلم ان حوالى 50 ألف شخص شاركوا في مسيرة نظمتها أحزاب دينية بمدينة كراتشي الأحد الماضي لرفض أي تغيير في قانون التجديف. وكان تيسير السياسي البارز المعتدل في"حزب الشعب"دافع عن المسيحية آسيا بيبي التي حكم عليها بالإعدام بحسب قوانين التجديف التي يقول منتقدون إنها تُستغل غالباً لتصفية حسابات شخصية. وندد بوتو الذي يدرس في بريطانيا بأولئك الذين يبررون العنف باسم الإسلام من خلال الهجمات الانتحارية والقتل. وقال:"تعتزم قوى الظلام التي تروج التعصب العنيف وانعدام التسامح افتراس بلدنا وديننا، إذ إن اغتيال تيسير يهدف ترويع معارضي التعصب كي يظلوا صامتين وخائفين". وبالفعل زاد اغتيال تيسير من خوف المدافعين عن الآراء الليبرالية والعلمانية في باكستان. وتعرض سياسيون في الحزب الحاكم بينهم الرئيس زرداري لانتقادات لعدم اعلانهم موقفهم. وذكر بيلاوال أنه سيحافظ على إرث والدته وجده رئيس الوزراء الراحل ذو الفقار علي بوتو الذي شنق عام 1979، وقال:"لن يخرسني الخوف"، مندداً برجال الدين الذين حذروا من التعبير عن الحزن لمقتل تيسير. وقال مخاطباً من هددوا المسلمين الذين صلوا على جثمان تيسير أو حزنوا من أجله:"ستُهزمون أنتم ايضاً".