من سنوات مضت، لم تجد الأسماء المختارة من المدربين المشرفين على المنتخب السعودي الأول الرضا والقبول كما هي الأسماء التي استدعاها المدرب فرانك ريكارد للدخول في معسكر ماليزيا، الذي يسبق مباراة منتخب تايلند المؤثرة في مسيرة «الأخضر» نحو التأهل للدور الثاني من تصفيات قارة آسيا نحو التأهل لكأس العالم المقبلة في البرازيل، وتعتبر الأسماء ال26 المختارة هي «صفوة» اللاعبين المحليين المشاركين مع أنديتهم في دوري زين السعودي، ومن تجاوزه الاختيار يظل خياراً بديلاً لأسماء أساسية من الصعب منافستها في الوقت الراهن على مراكزها في صفوف المنتخب السعودي الأول، ولا يمكن للمدرب ريكارد اتخاذ قرار «المجازفة» في مثل هذا التوقيت، ولمباراة «معقدة» كوضع مباراة تايلند المقبلة. حضور نور أعاد «الهدوء» باستدعاء اللاعب محمد نور مرة أخرى لتشكيل المنتخب تمكن المدرب ريكارد من إعطاء معسكر المنتخب «جرعة» مميزة من الهدوء، والتركيز عقب «موجة» الانتقاد التي طاولته منذ استغنائه عن لاعب متمكن وصاحب خبرة وحضور ميداني كحال محمد نور عقب نهاية مباراتي هونغ كونغ، وتعتبر النتائج السلبية التي رافقت «الأخضر» في مباراتي عمان وأستراليا من أجبر ريكارد وتحت الضغوط الإعلامية على «الخضوع» لهذه المطالب، وأحضر محمد نور للمعسكر معلناً تراجعه عن المبررات التي ذكرها قبل مباراة أستراليا، ورمى بالكرة في ملعب محمد نور، كي يقوم بأدوار مزدوجة في مباراة تايلند، ويتحمل العبء الأكبر في إخراج المنتخب السعودي من عنق الزجاجة، وهو اللاعب الذي تعول عليه الجماهير السعودية الشيء الكثير. مباراة واحدة ب26 لاعباً اختيار 26 لاعباً لمعسكر قصير لا تتجاوز أيامه تسعة أو عشرة، ولمباراة ودية واحدة تكون بمثابة ختام التحضير للمباراة «المقلقة» أمام منتخب تايلند، يرى الكثير من النقاد والمحللين أن الظروف المحيطة بالمنتخب السعودي، إضافة لبعد المسافة ما بين السعودية وماليزيا، أجبر ريكارد على اختيار هذا العدد الكبير، إضافة لصعوبات أخرى تتمثل في الضبابية حول جاهزية بعض اللاعبين لياقياً وطبياً كما هو في وضعية عبدالعزيز الدوسري وعبدالله شهيل، وابتعادهم خلال الفترة الماضية عن مشاركة أنديتهم مباريات الدوري السعودي، ويرى البعض من المختصين أن ريكارد وبقية معاونيه في الجهاز الفني وجدوا في كثرة المناورات التي تسبق مباراة تايلند فرصة في رفع مستوى الانسجام ما بين اللاعبين، وفرصة في تصحيح بعض النواقص التكتيكية التي قد تتسبب في «تعطيل» نقاط القوة التي يتمتع بها اللاعب السعودي. ياسر ووليد في «الفورمة» أثبتت المباريات الأربع التي خاضتها فرق دوري زين السعودي عن استحقاق وليد عبدالله وياسر المسيليم الذود عن مرمى المنتخب السعودي في المباراة المقبلة، نظير «الفورمة» المثالية التي وصلا لها خلال المباريات الرسمية، وارتفاع أدائهم الفني بشكل تصاعدي مع المحطات الأربع التي خاضوها، وعلى النقيض تماماً تعرض حسن العتيبي للتوقف عن أداء المباريات الرسمية، إضافة لمواصلة «هفواته» بالمنطقة الخطرة القريبة من مرماه، وهذا ما قد «يعرقل» خطواته نحو التمسك بمقعده كحارس أساسي للمنتخب في المباراة المقبلة، وتبدو حظوظ حسين شيعان ضعيفة جداً في نيل «الثقة» للذود عن مرمى «الأخضر» وهو الحارس البعيد جداً عن أجواء المباريات الرسمية، والحارس الذي لا يملك الخبرة الكافية لحراسة مرمى المنتخب السعودي. عيد غير مقنع لم يكن اسم المدافع محمد عيد من بين خمسة مدافعين في منطقة قلب الدفاع «مقنعاً» كما هي أسماء المدافعين أسامة المولد وأسامة هوساوي، وكامل الموسى وماجد المرشدي، فاللاعب من خلال مباريات فريقه النصر يؤدي باجتهاد، ومن دون إبداء أي «مؤشرات» توحي لتطور مستواه الفني، الذي يشفع له الانضمام لصفوف المنتخب السعودي الأول، على رغم أن الثنائي أسامة المولد وأسامة هوساوي هما صاحبا الحظوظ الكبرى في المشاركة كأساسيين بفضل الجاهزية الفنية لهما، وبفضل الإمكانات الفردية الدفاعية التي يتمتعان فيها عن بقيه المدافعين، وتبدو فرصة بقاء كامل الموسى أو ماجد المرشدي على دكة البدلاء متساوية، خصوصاً وأن قدراتهم الدفاعية متقاربة إلى حد كبير، ويظل محمد عيد الأقل حظاً من بين هذا الخماسي في قلب الدفاع بالمشاركة أو البقاء على دكة البدلاء، وفي منطقة ظهيري الجنب، فقد «اختفى» اسم الظهير الأيمن في صفوف نادي الرائد إبراهيم شراحيلي عن الوجود برفقة حسن معاذ وراشد الرهيب، وعبدالله الزوري، وعبدالله شهيل، ويظل الثنائي حسن معاذ وعبدالله الزوري الأقرب والأجدر للمشاركة كأساسيين أمام تايلند. الوسط «المعضلة» استدعاء ريكارد أبرز لاعبي مركز وسط الملعب في مباريات دوري زين سواء في منطقة محور الارتكاز بحضور سعود كريري وأحمد عطيف وتيسير الجاسم ومعتز الموسى، أو في جهة الوسط الأيمن بحضور محمد نور وأحمد الفريدي، إضافة للجهة المقابلة التي يحضر فيها محمد الشلهوب وعبدالعزيز الدوسري ويحي الشهري، فالملاحظ أن سعود كريري ومحمد نور قد حجزا مركزيهما بفضل ما يمتلكانه من خبرة وتمرس في مركزيهما، وتأتي بعدهما حظوظ معتز الموسى بالتمركز بجانب سعود كريري، وقد يجد محمد الشلهوب «منافسة» من لاعبي الجهة اليمنى أحمد الفريدي، فجميع الاحتمالات واردة أن يستعين ريكارد بأحمد الفريدي في مركز الوسط الأيسر، لعدة اعتبارات يأتي أهمها ثقة الأداء التي يمر فيها الفريدي خلال هذه الفترة، وقدرته على تسخير مهاراته الفردية لمصلحة زملائه، معتمداً في ذلك على سرعة التحرك بكرة ومن دون كرة، وهذه العوامل قد تجبر ريكارد للاستعانة به، وعمل «توأمة» مع محمد نور، بتبادل موقعيهما بحسب مجرى مباراة تايلند، وفي حال مشاركة محمد الشلهوب فإنه قادر على عمل مساندة لبقية زملائه، إلا أنها ستتأثر بالبطء في التحرك، وهذا ما يجب أن يتلافاه لاعبو المنتخب السعودي، حينما يواجهون لاعبون مميزون بالسرعة والخفة في التحرك كحال لاعبي شرق آسيا. هزازي أولاً حضر الرباعي نايف هزازي وناصر الشمراني وياسر القحطاني ويوسف السالم في خط الهجوم يعتبر منطقياً بشكل كبير، بالذات أن هذا الرباعي هو الأجدر بتمثيل «الأخضر» خلال هذه الفترة، وهم يشاركون أنديتهم بصفة مستمرة، ويعيشون «فورمة» مثالية قبل مباراة تايلند، وتبدو فرصة نايف هزازي الأكبر بالمشاركة، ويأتي ناصر الشمراني ثانياً بحسب ما يبذله من جهد خلال مباريات أنديتهم الدورية، ولعل استدعاء يوسف السالم أخيراً هو الدليل على استقرار ريكارد على الثلاثي نايف وناصر وياسر، ويأتي السالم رابعاً، وهذا ما يجعل حظوظه بالمشاركة «ضئيلة» جداً.br / «قناعات» اللحظة الأخيرة يبدو أن الجهاز الفني بقيادة ريكارد قد تنبه لخطئه الماضي، حينما «أصر» على وضع طريقة لعب لا تناسب قدرات اللاعبين الموجودين في المنتخب، وكانت النتيجة خروج المنتخب خاسراً مباراة أستراليا وبنتيجة كبيرة، إثر الطريقة التي تعتمد على 4/3/3، وأثبتت هذه الطريقة «فشلها» ولو بشكل «موقت» مع لاعبي «الأخضر»، في مباراتي عمان وأستراليا، وهذا ما قد يجبر الجهاز الفني عن البحث عن أفضل طرق اللعب، وأسهل الواجبات التكتيكية لضمان «نجاح» اللاعبين في تطبيق الأدوار بشكل مثالي خلال مجريات مباراة تايلند، فقد يعتمد ريكارد على طريقة 4/4/1/1 بالاعتماد على نايف هزازي وحيداً في المقدمة، والإيعاز لمحمد نور بالحضور خلف هزازي، مع منح أحمد الفريدي حرية التنقل في الوسط الأيمن، ومحمد الشلهوب أو يحي الشهري في الجهة اليسرى.