نجح فريق الإنقاذ الذي أرسلته المملكة العربية السعودية إلى باكستان في إنقاذ حياة 136 باكستانياً حتى الآن، بعدما اجتاحت المياه أكثر من خمس قرى باكستانية، بحسب ما ذكره الناطق الإعلامي للدفاع المدني الرائد عبدالله الحارثي أمس. وكان فريق الإنقاذ باشر مهامه إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبمتابعة من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز. وقال الرائد الحارثي ل" وكالة الأنباء السعودية ":"إنه أثناء مباشرة الفريق لأعمال الإنقاذ في منطقة شيدر موري في باكستان حدث انهيار ترابي كبير وذلك بفعل التيارات المائية القوية، ما أدى إلى اجتياح المياه لأكثر من خمس قرى، إلا أنه - بتوفيق من الله ? ثم بما يملكه هذا الفريق من خبرات ومهارات استطاع الإسهام في إنقاذ العديد من الأشخاص الذين حال تدفق المياه إلى منازلهم دون خروجهم منها. وأكد أن عمليات الفريق السعودي تعمل وفق خطة توزع أعضاء الفريق على المناطق المغمورة بالمياه، للإسهام في عمليات إنقاذ المحتجزين والمناطق اليابسة للبحث عن المفقودين و المتضررين، إضافة إلى وجود مجموعات إسناد تكون جاهزة لأي طارئ. وأشار إلى أن الفريق الطبي المرافق للفريق يقوم بالأعمال الإسعافية للناجين، وتقديم الخدمات العلاجية لهم. وذكر أن الأعمال الميدانية لفريق الإنقاذ السعودي قوبلت بالشكر والامتنان من الإخوة الأشقاء الباكستانيين في المناطق التي يباشر الفريق أعماله فيها. وأشار إلى أن فريق الإنقاذ شارك في توزيع المؤن على المتضررين، مبيناً أن الطائرة السابعة من الجسر الجوي لفريق الإنقاذ السعودي وصلت الخميس الماضي إلى مطار كراتشي حاملة على متنها آليات ومعدات يحتاجها الفريق. من جهة أخرى، زار سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان عبدالعزيز بن إبراهيم الغدير أمس إقليم السند الجنوبي في إطار متابعة سير أعمال الفرق السعودية العاملة في المناطق المتضررة، والتقى فريق البحث والإنقاذ السعودي - المكون من الدفاع المدني وقوات حرس الحدود - الذي يعمل مع القوات المسلحة الباكستانية في أعمال البحث والإغاثة في المناطق المتضررة بالفيضانات في الإقليم. وحضَّ السفير أعضاء الفريق كافة على بذل الجهد لتقديم خدمة إنسانية من مملكة الإنسانية والوقوف إلى جانب الشعب الباكستاني الشقيق في هذه الظروف الصعبة. من جهتهم، أكد أعضاء الفريق السعودي أنهم يعملون بكل إخلاص وتفانٍ في إنجاز هذه المهمة الإنسانية التي كلفهم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويتابع إنجازها ولي العهد والنائب الثاني ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية. وخلال الزيارة قدم رئيس عمليات الدعم اللوجيستي في الجيش الباكستاني بإقليم السند العميد محمود أحمد إيجازاً للسفير عن حجم كارثة الفيضانات والخسائر، وعن الجهود التي تقوم بها قوات الجيش في عمليات التحذير والإخلاء من المناطق التي تمر بها تلك الفيضانات. وثمن الجهود التي يبذلها الفريق السعودي المشارك معهم في عمليات البحث والإنقاذ، مؤكداً أن المملكة دائماً تسبق جميع الدول في الوقوف إلى جانب الشعب الباكستاني في كل الأوقات الصعبة. وبعد ذلك قام السفير والوفد المرافق له بجولة على طائرة مروحية للمواقع المتضررة من الفيضانات، و شارك بإلقاء بعض الإعانات السعودية على المتضررين من الطائرة في مواقعهم. على صعيد آخر رويترز بعد شهر من الأمطار الموسمية الغزيرة التي أثارت أسوأ كارثة طبيعية في باكستان، بدأت مياه الفيضانات تنحسر تاركة عدداً لا يحصى من الناجين المعرضين لخطر الموت جوعاً أو من المرض. وقتلت الكارثة 1643 شخصاً وأرغمت أكثر من ستة ملايين على النزوح عن ديارهم وتسببت في أضرار بالبنية الأساسية وقطاع الزراعة الحيوي قدرت ببلايين الدولارات، كما أججت الغضب تجاه الحكومة المدعومة من الولاياتالمتحدة والتي تتخبط في التعامل مع الأزمة. وعلى رغم انخفاض منسوب المياه عموماً إلا أن مسؤولين قالوا إنهم ما زالوا يكافحون لإنقاذ دلتا تهاتا الواقعة على بعد 70 كيلومتراً شرقي كراتشي في إقليم السند الجنوبي. وفاضت المياه على ضفاف نهر الأندوس قرب تهاتا وارتفع منسوب المياه أيضاً في أحد روافد النهر. وقال رياض أحمد سومرو مفوض شؤون الإغاثة في إقليم السند:"ستغرق تهاتا إذا لم تتدفق هذه المياه صوب البحر. الوضع في غاية الخطورة، نحاول سد الفتحات وتقوية السدود لإنقاذ تهاتا". وتابع أن نحو 95 في المئة من سكان دلتا تهاتا ومجموعهم 300 ألف ساكن فروا. واستطرد:"الرجال فقط مكثوا لإنقاذ ممتلكاتهم. الأطفال والنساء وكبار السن كلهم غادروا تهاتا". واجتاحت الفيضانات البلاد في نهاية تموز يوليو الماضي، في أعقاب أمطار موسمية غزيرة على حوض نهر الأندوس في شمال غرب باكستان. وصرح خبراء الأرصاد الجوية بأن منسوب المياه في معظم الأنهار ينخفض كما توقعوا ألا تهطل المزيد من الأمطار خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال قمر الزمان تشودري كبير خبراء الأرصاد الجوية الحكوميين:"نعتقد أن الأمر سيحتاج الى عشرة أو 12 يوماً أخرى حتى تعود الأنهار في إقليم السند إلى مستوياتها الطبيعية. ومن ثم ما زال علينا توخي الحرص". ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى في شكل كبير مع العثور على جثث المزيد من المفقودين. وذكرت الأممالمتحدة أن عمال الإغاثة يشعرون بقلق متزايد إزاء الأمراض والجوع خصوصاً بين الأطفال في مناطق كانت تعاني من سوء التغذية حتى قبل الكارثة. ويقول مسؤولون من الأممالمتحدة إن ما يقدر بحوالى 72 ألف طفل ممن يعانون من سوء التغذية في المناطق المتأثرة بالفيضانات معرضون للوفاة. وحتى قبل الفيضانات كان اقتصاد باكستان هشاً. ونسبة النمو التي كان من المتوقع أن تبلغ خلال السنة المالية الحالية 4.5 في المئة تشير تكهنات الآن إلى أنها ستكون ما بين صفر وثلاثة في المئة.