ربما من المفيد أن يخصص رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام بضع ساعات لدرس أفكار رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني، بعدما وصلت شعبية مسابقة دوري أبطال أوروبا الذروة على رغم إدخال عدد من التغييرات والتعديلات، لكنها أصبحت أكثر قوة وشعبية ودخلاً مادياً من ذي قبل. للمرة الأولى قسمت مباريات الدور الثاني دور ال16 من"التشامبيونزليغ"على ستة أسابيع، والفكرة جاءت كي تضمن عدم تضارب لقاءات عمالقة انكلترا وايطاليا واسبانيا والمانيا وفرنسا، في ليلة واحدة، ولتعطي المشاهدين عبر العالم فرصة الاستمتاع بكل المباريات، بدل حصرها في ليلتين يتوه فيهما المشاهد عن متابعة فريقه أو لاعبه المفضلين. وبرزت قوة هذه المسابقة بأنها أجبرت الاتحادات المحلية على الانصياع لروزنامتها الجديدة ومواعيد مبارياتها، بحيث وضعت المسابقات المحلية برنامج مبارياتها خلال منتصف الأسبوع وفق توزيع مباريات"اليويفا"لمسابقته الأبرز على صعيد الأندية، مثلما أجبرت القنوات التلفزيونية مالكة حقوق النقل على إعادة برمجة مواعيد برامجها وفق التعديلات الجديدة. ولم تتوقف أفكار بلاتيني عند هذا الحد، بل اشترط على مالكي حقوق البث أن تنقل بعض المباريات من دون تشفير، لتوسّع قاعدة الاهتمام الشعبي، بدل حكرها بمشتركين في القنوات المشفرة. بلاتيني أيضاً أصرّ على نقل موعد المباراة النهائية التقليدي من ليلة الأربعاء، إلى ظهيرة يوم السبت، مفسراً السبب بأن الموعد الجديد يعطي فرصة أكبر لصغار السن لحضور المباراة بدل اصطدامه بموعد نوم الكثير منهم، لتتجمع نتائج هذه التغييرات وتتحول إلى مداخيل مالية قياسية لخزانة الاتحاد الأوروبي بلغت بليون و90 مليون يورو، يوزع منها الاتحاد 75 في المئة على كل الفرق المشاركة في المسابقة، مثلما أعطى فرصة أكبر لفرق البلدان المغمورة كروياً في القارة، والتي لم تبلغ بعد معايير الاحتراف الكاملة، لتشعر بأنها جزء من المسابقة وتحظى بمكافآت تعينها على بلوغ الأهداف التي يسعى"اليويفا"ليبلغها أعضاؤه، وهذه كانت أبرز ما وعد به بلاتيني أعضاء القارة خلال حملة ترشحه لرئاسة الاتحاد، وعلى رغم أنها لاقت امتعاض الكبار وقادت في بعض الأحيان إلى تفعيل نادي"جي 14"، الذي يحوي أكبر الأندية في القارة الأوروبية، والذي هدد بالانسلاخ عن مسابقات القارة تحت قيادة الرئيس السابق لينارت يوهانسن، وتأسيس مسابقة جديدة، لكنها اليوم أكثر سعادة ولا يفكر أي من أعضائه بالابتعاد عن هذه المسابقة التي أصبحت دجاجة تبيض ذهباً تحت قيادة الرئيس الفرنسي، الذي هو نفسه يدرك أهميتها، كونه حمل لقبها في عام 1985 مع يوفنتوس الإيطالي، ويعلم ماذا تعني للاعبين والأندية والاتحادات، خصوصاً أن اليويفا تحت قيادته بات يبتعد رويداً رويداً عن الصراعات السياسية والمالية لينصب التركيز على ما يسعد الأندية واللاعبين، على رغم أن التاريخ الحديث يشير إلى صراعات وحروب طاحنة بين دول القارة الأوروبية، حتى وقت قريب، وتحديداً قبل 10 سنوات من تأسيس مسابقة أبطال أوروبا في 1955. نشر في العدد: 17214 ت.م: 22-05-2010 ص: 33 ط: الرياض