وسط زحام الفضائيات العراقية المتكاثرة كالفطر تتميز قناة"السومرية"كإحدى القنوات المعدودة في فضاء بلاد الرافدين التلفزيوني حرفية وانتشاراً واستقطاباً لعموم العراقيين، فضلاً عن البصمة اللبنانية الواضحة عليها إدارياًَ وإعلامياً. فهي جمعت بين البعدين الإخباري السياسي والمنوع الثقافي الفني الترفيهي، إلى جانب انتاجاتها الدرامية والوثائقية الضخمة. وتأكيداً منها على طابعها العراقي العام شرعت"السومرية"أخيراً في توسيع فرعها في إقليم كردستان العراق الذي يديره الإعلامي علي أكرم. عن أبرز أجندة مكتب"السومرية"في كردستان وما إذا أتى افتتاح هذا المكتب متأخراً يقول أكرم في حوار مع"الحياة":"يأتي فتح مكتبنا في إقليم كردستان في إطار إدراكنا أهمية الخصوصية التي يتميز بها الإقليم الذي له حكومة وبرلمان ومنظمات مجتمع مدني فاعلة. من هنا رأينا أن اقتصار التغطية واعتمادها على مراسل لا يلبي طموحنا كما يجب في الاطلال على هذا الجزء الحيوي من العراق. أما عن تأخرنا في افتتاحه فأعتقد أن مراسلي"السومرية"كانوا موجودين منذ 2006 في اربيل والسليمانية ودهوك، حينها كنت مديراً لأخبار"السومرية"في بغداد وبعدها في 2007 افتتحنا مكتبنا في اربيل والسنة الماضية فتحنا مكتباً آخر في السليمانية". وعن تكاثر مكاتب القنوات الفضائية في الإقليم يقول:"هي ظاهرة ايجابية في حد ذاتها إلا أن بعضها وللأسف بدأ يشوش على المتلقي من خلال تمرير أجندات خاصة. وهنا اقصد تحديداً القنوات ذات التوجه الطائفي، بالتالي فهي تجر البلاد نحو العنف والفوضى". بعد إنجاز مكتب اربيل برنامجاً وثائقياً بعنوان"أسطورة الجبل"عن الزعيم التاريخي الكردي مصطفى البارزاني، هل ترنو القناة إلى لعب دور تثقيفي وتعريفي بالقضية الكردية للمشاهد العربي وهل من وثائقيات أخرى؟ يرد:"الواقع أن"أسطورة الجبل"تم بتعاون وتنسيق بين مكاتبنا في بغداد وأربيل وبيروت. ولعل اختيارنا شخصية البارزاني يثبت أن"السومرية"تنحاز إلى كل ما هو عراقي وتهتم به بغض النظر عن الانتماءات. وهذا هو سر اقتناع المشاهد بحياد قناتنا وثقته بها. وإيماناً من"السومرية"بأهمية مثل هذه الشخصيات العراقية قررت استحداث مركز متخصص بإنتاج البرامج الوثائقية". تتميز"السومرية"بتوليفتها العراقية - اللبنانية، فكيف انعكس ذلك على أداء المحطة، وهل في الأمر استعادة ما لمقولة"بيروت تطبع وبغداد تقرأ"؟ يجيب:"إن نجاح"السومرية"يكمن في الأسس التي رسمها رئيس مجلس الإدارة شفيق تابت وتأكيده المستمر على عراقية التوجه في كل برامجنا وأخبارنا. فالجميع يعمل بروح الفريق الواحد والهدف هو خدمة المشاهد العراقي وتقديم أفضل خدمة تلفزيونية له بموضوعية وتوازن وإخلاص". نشر في العدد: 17137 ت.م: 06-03-2010 ص: 36 ط: الرياض