أدلى مسؤولون إيرانيون بتصريحات متناقضة أمس، حول اقتراح لتبادل الوقود النووي. وأعلن رئيس"المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية"علي اكبر صالحي ان الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا قدمت اقتراحاً جديداً في هذا الشأن، الأمر الذي نفته الدول الثلاث، فيما قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست إن بلاده ستواصل إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، اذ"لم تتلقَ أي اقتراحات جديدة". راجع صفحة 8 التضارب في تصريحات المسؤولين الإيرانيين والذي أوحى ببلبلة، تزامن مع استخدام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اتهاماً يُعد سابقة، إذ اعتبرت أن إيران في طور التحوّل إلى"ديكتاتورية عسكرية"بسبب هيمنة"الحرس الثوري"على مقدراتها. في الوقت ذاته، حضّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي التقاه في موسكو أمس، على فرض"عقوبات ذات أنياب"تستهدف"محاصرة"قطاع الطاقة في إيران. وأوحى نتانياهو بأن ميدفيديف طمأنه الى أن روسيا لن تزوّد طهران أنظمة صواريخ من طراز"أس-300". ونقلت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية إيلنا عن صالحي قوله:"بعد قرار إيران إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة محلياً، قدمت روسيا وفرنسا والولاياتالمتحدة اقتراحاً جديداً، نحن في صدد درسه مع اقتراحات أخرى من دول". وإذ رفض صالحي"كشف مضمون هذا الاقتراح"، قالت مصادر إيرانية ل"الحياة"أن موسكو أبلغت طهران الاقتراح الجديد الذي يدرسه المجلس الأعلى للأمن القومي. وأضافت أنه جدير بالدرس، لأنه يضمن المصالح التي كانت طهران تطالب بها، وهي وجود ضمانات كافية لحسن تنفيذ الاتفاق، إضافة ال? نسبة اليورانيوم الإيراني المراد مبادلته. لكن مهمان برست أكد أن بلاده"لم تتلقَ أي اقتراحات جديدة، وستواصل إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة". ونفت واشنطنوموسكو وباريس ما أعلنه صالحي. ونقلت وكالة"اسوشييتد برس"عن مسؤول أميركي إن الاقتراح الوحيد الذي قدمته الدول الثلاث يبقى ذاك الذي توسطت في شأنه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الأول أكتوبر الماضي، ورفضته إيران. وجاء موقفا روسيا وفرنسا في السياق ذاته. داود أوغلو مسؤول في الخارجية التركية قال ل"الحياة"إن زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو لطهران اليوم"ستركز على استمرار التفاوض حول اقتراح تبادل الوقود النووي"، مشيراً الى أن"الزيارة لا تتصل باحتمال فرض عقوبات على طهران في مجلس الأمن". وتوقعت المصادر أن يطلب داود أوغلو من طهران خطوات عملية، في إطار تنفيذ اقتراح التبادل. في غضون ذلك، أكدت كلينتون أن واشنطن لا تنوي مهاجمة طهران، بل حشد"المجتمع الدولي لممارسة ضغوط عليها، من خلال عقوبات تقرّها الأممالمتحدة وتستهدف في شكل أساسي الشركات التي يسيطر عليها الحرس الثوري، الذي نعتقد بأنه فعلياً يحل مكان الحكومة في إيران". وقالت في لقاء مع طلاب جامعيين في الدوحة:"إيران تتحرك في اتجاه التحوّل الى ديكتاتورية عسكرية". وقد يكون تعبير"الديكتاتورية العسكرية"الأكثر قسوة الذي يستخدمه مسؤول أميركي في إشارة الى إيران، منذ أدرجها الرئيس السابق جورج بوش في"محور الشر"مع العراق وكوريا الشمالية. وفي موسكو، قال نتانياهو بعد لقائه ميدفيديف:"ما نحتاجه الآن هو عقوبات قاسية جداً على إيران يمكنها التأثير على النظام، وعقوبات قاسية تؤدي الى الإضرار في شكل كبير ومقنع بصادرات النفط ووارداته". وأضاف:"الرئيس ميدفيديف سمع موقفي حول الحاجة الى فرض عقوبات ذات أنياب. العقوبات تعضّ إذا كانت لديها أنياب. العقوبات المخففة لا تنجح". وأشار الى أن"روسيا تدرك الحاجة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وتدرك ضرورة اتخاذ خطوات معينة ضدها". وعلّق على صفقة أنظمة صواريخ"اس-300"، قائلاً:"أثق بما سمعته من ميدفيديف حول هذه المسألة. أعلم انه في هذه القضية، توجّه روسيا اعتبارات الاستقرار في المنطقة". نشر في العدد: 17119 ت.م: 16-02-2010 ص: الأولى ط: الرياض