وسط تواصل تسريبات موقع"ويكيليكس"لبرقيات الديبلوماسية الأميركية، واجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في كازاخستان أمس، الاختبار الاول لتأثير"فضائح"البرقيات على السياسة الخارجية لبلادها ودورها العالمي. وترافق ذلك مع اطلاق ديبلوماسيين اميركيين حملة لتحسين صورة عملهم وتأكيد ثوابت العلاقات الدولية. كما باشرت وزارة العدل والقضاء الأميركي درس الاجراءات القانونية لمحاكمة محتملة لمالك الموقع جوليان أسانج بتهمة التجسس، وملء الفراغات الدستورية لاثبات هذه التهمة. راجع ص 8 وأعلنت كلينتون قبل مغادرتها واشنطن للمشاركة في قمة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا التي ستناقش الازمات الاقليمية الكثيرة في دول الاتحاد السوفياتي السابقة، والوضع في افغانستان والاضطرابات الاخيرة في شبه الجزيرة الكورية، انها ستؤكد اهمية المناقشات المفتوحة والمثمرة التي اجرتها بلادها حتى الآن، وعزمها على الاستمرار في العمل مع حلفاء انتقدتهم وثائق"ويكيليكس"، وبينهم المستشارة الالمانية انغيلا مركل والرئيس الروسي ديميتري مدفيديف اللذان سيحضران القمة. لكن جيمس كولينز السفير الأميركي السابق لدى موسكو رجح ان تعقد التسريبات قدرة واشنطن على اجراء مفاوضات متعددة الاطراف،"لأن شركاء الولاياتالمتحدة اصبحوا يخشون ان تصبح التفاصيل علنية"، علماً ان البيت الأبيض بدأ مراجعة الاجراءات الموضوعة لحماية سرية البرقيات الديبلوماسية والتي ستُشدّد خلال المرحلة المقبلة. ونقلت صحيفة"واشنطن بوست"عن مسؤولين في وزارة العدل الأميركية أن السلطات الفيدرالية تدرس مقاضاة الاسترالي أسانج، بتهمة التجسس، على رغم العوائق القانونية وكون حرية تبادل المعلومات مكفولة بالمادة الأولى من الدستور الأميركي. ويجب ان تثبت السلطات الأميركية أن المعلومات لم تتداول في اطار حرية التعبير، بل أن مضمونها يهدد الأمن القومي، وان تنال تعاوناً دولياً خارج الولاياتالمتحدة لاعتقال أسانج في حال اثبات التهمة ضده، والذي يتطلب ايضاً استكمال وزارة الدفاع البنتاغون التحقيق مع الضابط ومحلل الاستخبارات برادلي مانينغ المشتبه في تسريبه الوثائق الذي سينقل الى محكمة عسكرية أو مدنية قريباً. وفي المواقف الخارجية، أكدت روسيا أن نشر وثائق"ويكيليكس"لن يؤثر سلباً في علاقاتها مع الولاياتالمتحدة،"لأنها متينة". وقال أركادي دفوركوفيتش مساعد الرئيس ديمتري مدفيديف:"نعرف الأسلوب والمفردات المستخدمة في هذه الرسائل الديبلوماسية، وبالتالي لا داعي للاستياء من هذه المواضيع". وفي باريس، انتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تسريب تقارير الديبلوماسية الأميركية، واصفاً ذلك بأنه"اقصى درجات اللامسؤولية". وشدد على"خطورة نشر الوثائق بالنسبة الى اشخاص يخدمون مصالح بلدانهم في مهمات توكل اليهم". وأضاف:"نحن بالتأكيد على اتصال بالادارة الاميركية، ومتضامنون معها".