تقدمت إحدى المطلقات لصندوق القروض العقارية لتتحصل على قرض عقاري بحكم أنها مطلقة ويحق لها ذلك، وخصوصاً عندما سقط شرط اشتراط تملك الأرض، ذهبت إلى هناك فطالبوها بإثبات حاله، وبالطبع لا يحق لها ولا لإخوانها ولا لوليها الشهادة بذلك، كما اشترطت المحكمة حضور معرفين اثنين ومزكيين اثنين. اصطحبت والد صديقتها، وذهبت وأحضر معه مشكوراً أحد أصدقائه، وأحضرت مزكيين أحدهما السائق الخاص بها، وموظف في مكتب ابن عمها، وهما مقيمان من الجنسية البنغالية. سؤالي الأول: ماذا تفعل بطاقة الأحوال الخاصة التي بها صورتها واسمها، وسؤالي الثاني: كيف يعرفها ويزكيها أشخاص أغراب عنها وهي امرأة مطلوب منها أن تقف أمام القاضي مغطاة بالكامل، وبالذات وجهها الذي يعبر عن هويتها؟ لو كنا في مجتمع آخر لكنت «هوّنت» عن الكتابة عن هذه اللقطة، لأن الحياة هناك طبيعية والعوائل تعرف بعضها، ولكن في مجتمعنا نحن مطالبات بإحضار من لا نعرفهم حق المعرفة ليشهدوا أنهم يعرفون حالتنا الاجتماعية، وبأننا لم نتزوج حتى نتمكن من استلام إثبات حالة حتى لو كان من يعرفنا ويزكينا ويزكي معرفينا سائق بنغالي. فهل المفترض أن نخبره عن حالتنا الاجتماعية وقصة زواجنا أو طلاقنا ورغبتنا في الحصول قرص عقاري؟! أليس تعيين سيدات في المحاكم يفي بالغرض؟ أليس ربط المعلومات الأساسية والاجتماعية يمكّن الجهات المسؤولة عن معرفة الحالة من دون استخدام هذه الطريقة التي بها ثغرات قانونية كثيرة، ناهيك عن الثغرات غير المنطقية التي تجعلنا نستجلب من يعرفوننا ويزكوننا وهم لا يعرفوننا؟! لا أحبذ الخوض في الأمور الشخصية، ولكن الموضوع يتطلب ذلك، وأجد نفسي مضطرة لذلك اضطراراً لا أحبذه إلا في المواقف التي تتطلب ذلك، فقد علق كثيرون على مشاركتي في وكالة الإشراف على انتخابات الأندية الأدبية وظهرت صورتي في الصحف على المنصة مع إخواني الفضلاء من أعضاء اللجنة، وهو حدث نقل مباشرة على القناة الثقافية. فلقد انبرى أحد المشايخ في لوم الصحيفتين اللتين نشرت الصور والخبر، وأصدر بياناً أو ربما خطبة يعلن فيها رفضه واستيائه من هذا الحدث وهذه المشاركة التي تدعو للسفور والاختلاط، بل واتهمني بالسفور وبأنني سعيدة جداً بمشاركتي وجلوسي على المنصة على رغم أنني أعلنت ذلك صراحة في كلمتي المختصرة. هذه الكلمة تعيدني إلى سؤالي عن معنى السفور الذي يقصده، فوجهي وحده هو الذي ظهر بحكم أنني محجبة قبل أن أرى رسالته، ومحجبة في كل مكان أذهب إليه هنا في بلادنا أو خارجها، فسلوكياتي لا تتغير، ومبادئي في الحياة واحدة في كل مكان في العالم. فهل يتوقع أن أجلس على المنصة منقبة وصورتي على موقع الصحيفة التي أنتمي إليها؟ وهل كان يتوقع أن أُحضر ولي أمري ليلقي كلمة نيابة عني، لأنه أدرى بأمري. أملك صوتاً يخصني أنا وغيري من الكاتبات، نعم كنت سعيدة جداً، وما زلت، ووجهي هو هويتي رغم كل شيء. [email protected] Twitter | @s_almashhady