افتُتح المؤتمر السنوي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في بكين امس، فيما طالب ناشطون بإطلاق المنشق ليو تشياوبو الحائز جائزة نوبل للسلام لعام 2010 والافراج عن كلّ السجناء السياسيين وبإحلال الديموقراطية في البلاد. ويشارك حوالى 370 مسؤولاً في اجتماع اللجنة المركزية، في فندق وسط بكين، حتى بعد غد الاثنين. وجرت العادة ألا يتسرّب شيء عنه قبل نهايته، حين تُصدر وسائل إعلام رسمية ملخصاً لمجرياته. وسيناقش المؤتمر الخطة الخمسية ال12 للفترة 2011-2015، والتي يُتوقع ألا تتضمن مفاجآت كثيرة، بل ان تتبنى السياسة المتمثلة في تشجيع الطلب الداخلي للحد من تبعية الصين إزاء صادراتها، وتحسين التغطية الاجتماعية لمنع اتساع الهوة بين الاثرياء والفقراء والحد من مخاطر زعزعة الاستقرار. والاصلاحات السياسية غير مدرجة رسمياً في جدول اعمال المؤتمر، لكن خبراء يُرجحون ان تثير مناقشات محتدمة، مع اقتراب انتهاء ولايتي الرئيس هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو عام 2013. ويُعتبر المؤتمر فرصة جديدة لتشي جينبينغ نائب الرئيس الصيني، والذي يُتوقع ان يكون خليفة هو جينتاو، للاقتراب من السلطة العليا بارتقائه الى نيابة رئاسة اللجنة العسكرية المركزية. وأحدث وين جياباو الذي يُعتبر أكثر ليبرالية، مفاجأة مطلع تشرين الاول اكتوبر الماضي، بإدلائه بتصريحات تُعتبر سابقة لشبكة"سي ان ان"الاميركية، منعتها الرقابة في الصين. وقال:"اعتقد ان حرية التعبير ضرورية في جميع البلدان. علينا توفير الظروف التي تسمح للشعب بانتقاد عمل الحكومة". وأقر بأن الدعوات الى"الديموقراطية والحرية، ستفرض نفسها لا محالة". يأتي ذلك فيما وقّع قياديون بارزون سابقون في الحزب الشيوعي الصيني عريضة رفعوها الى الحكومة، محذرين من ان"الحزب سيموت موتاً طبيعياً، اذا لم يعمد الى اصلاح ذاتي واذا لم يتغير". تبعت تلك العريضة التي حذفتها السلطات عن الانترنت، مطالبة حوالى مئة ناشط صيني يدافعون عن حقوق الانسان، بإطلاق المنشق ليو تشياوبو و"الافراج عن كلّ معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين المسجونين، لأسباب تتعلق بالرأي والتعبير والمعتقد الديني"، وبإحلال الديموقراطية في الصين. وحضت الرسالة التي منعتها الرقابة، السلطات على"اعتماد سلوك منطقي إزاء منح الجائزة لليو تشياوبو"، و"الاضطلاع بوعودها بإصلاح النظام السياسي. أعرب رئيس الوزراء وين جياباو أخيراً عن رغبته العميقة في المضي قدماً في الاصلاح السياسي، ونحن على استعداد للمشاركة في هذه العملية".