حطم المنظار الفضائي"هابل"رقماً قياسياً بالعودة بالزمن باكتشافه أقدم المجرات التي رصدت حتى الآن، ويقدر عمرها ب 13 بليون سنة، اي انها تكونت بعد 600 او 900 مليون سنة فقط من الانفجار الكبير. وتعتبر هذه الاجسام الفضائية ضرورية لفهم التطور الذي أدى الى ولادة النجوم وتشكُّل أولى المجرات التي شكَّلت بدورها درب التبانة وغيرها من تجمعات النجوم في الفضاء الكوني في الوقت الحاضر، وفق علماء فيزياء الكواكب الذين شاركوا بالتوصل الى الاكتشاف في وكالة الفضاء الأميركي"ناسا". وجمع فريق العلماء بين البيانات التي وفرتها أجهزة"هابل"الحديثة وبيانات المنظار المداري"سبيتزر"لاحتساب عمر المجرات الاولى ووزنها. ويقول العالم ايفو لابي ان"وزن هذه المجرات القديمة كلها يشكل 1 في المئة من وزن تجمع درب التبانة". ويضيف:" المفارقة هي ان النتائج أظهرت ان هذه المجرات وجدت بعد نحو 700 مليون سنة من الانفجار الكبير الذي شكل ولادة الكون نظرياً، ما يعني ان النجوم التي تؤلفها بدأت بالتكون قبل مئات ملايين السنين الأمر الذي يعيد بداية الكون الى ماض أبعد مما يظن". ويفيد المشرف على الدراسة غارث ايلينغورث بأن"اصلاح المنظار وتحديثه الذي اجري في ايار مايو 2009 إضافة الى أجهزته الجديدة سيتيحان لنا الدخول الى مناطق مجهولة في الفضاء والقيام باكتشافات جديدة". ويقول ريتشارد بونز الذي شارك بالدراسة ان"المجرات غير الكثيفة مرتبطة كلها بالنجوم الاولى، وهذه المجرات زرقاء جداً ما يدفع الى الاعتقاد أنها تفتقر الى المواد الثقيلة الى حد بعيد، ما يميز المجرات الاولية". والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تصدر المجرات كلها ما يكفي من الاشعاعات لإعادة شحن الذرات كهربائياً وتأينها في المسافة بين النجوم حين ينبعث النور من الالكترونات الموجودة في الهيدروجين المحيط؟ ويقدر علماء الفضاء بأن تكون عملية إعادة التأيُّن هذه حصلت بعد 400 الى 900 مليون سنة بعد الانفجار الكبير واضعة حداً لحقبة الظلام في الكون حين لم يكن هناك سوى الهايدروجن السميك من دون مجرات ولا نجوم. ولا يعرف العلماء بعد مصدر النور الذي كان السبب وراء عملية إعادة التأيُّن الكونية. ويعتبر ايفو لابي انه"هنا نصل الى حدود ما يمكن انجازه بواسطة منظار هابل".