اكتشف فريق من علماء الفلك ما يعتقد أنه أقدم وأبعد مجرة على الإطلاق عن الأرض، وذلك باستخدام المرصد الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" هابل. وأشار فريق العلماء إلى أن المجرة المكتشفة تبعد عن الأرض 13.4 مليار سنة ضوئية، وأطلق عليها اسم "جي إن-زد 11". وأوضحوا أنها مكونة من كوكبة نجوم، وأنها من بين أوائل المجرات التي تشكلت في الكون في أعقاب الانفجار العظيم قبل 400 مليون سنة، بحسب سكاي نيوز. واستخدم فريق من العلماء الباحثين من معهد علوم تلسكوب الفضاء في جامعة ييل ومن جامعة كاليفورنيا الكاميرا الثالثة ذات العدسة والواسعة في مرصد هابل لقياس بعد المجرة المكتشفة. وقال عالم الفلك باسكال أويسيتش: "لقد قطعنا خطوة عظيمة في العودة بالزمن إلى الوراء، وأبعد مما توقعنا على الإطلاق وبما يتجاوز قدرات هابل". وأضاف: "لقد رأينا المجرة جي إن-زد 11 في وقت كان فيه الكون يقدر بنحو 3 في المائة من عمره الحالي". وقال الباحثون: إن الصورة المشوشة توفر مفاتيح جديدة بشأن الكون القديم، ولكن كيف تشكلت هذه المجرة يظل أمراً غامضاً حتى الآن. من ناحيته، عبر عالم الفلك غاري إلينغويرث عن دهشته من بدء مجرة هائلة بالتشكل بعد ما بين 200 إلى 300 مليون سنة من تشكل النجوم الأولى. وقال زميله إيفو لابي: إن اكتشاف المجرة "جي إن-زد 11" يبين للإنسان أن معرفة البشر بشأن الأيام الأولى لتشكل الكون مازالت محدودة، مضيفا: "نحن على الأرجح ننظر إلى الجيل الأول من النجوم التي تشكلت حول الثقوب السوداء". وفي وقت سابق، رصد التلسكوب الأسترالي باركس المئات من المجرات الفضائية المحتجبة خلف مجرة درب التبانة، التي تضم مجموعتنا الشمسية. واستعان العلماء في التلسكوب بمستقبِل حديث لقياس الموجات اللاسلكية، وفق ما أفادت وكالة "رويترز". وقال العلماء: إنهم رصدوا 883 مجرة ثلثها لم يكن قد اكتشف من قبل. ونشرت هذه الاكتشافات في العدد الأخير من الدورية الفلكية. واستخدم هذا التلسكوب الذي يبعد 335 كيلومترا غرب مدينة سيدني في بث صور حية للحظة هبوط نيل أرمسترونغ على سطح القمر عام 1969. وأوضح العالم في مركز بحوث الموجات الفلكية، ليستر سميث :"تم اكتشاف مئات من المجرات الجديدة بالاستعانة بنفس التلسكوب الذي استخدم لبث لقطات تلفزيونية من مركبة أبوللو11". وأضاف: "التقنيات الإلكترونية القديمة مختلفة تمام الاختلاف، وذلك هو السبب الذي يدعونا إلى الاستمرار في استخدام هذه التلسكوبات القديمة". وتوصل العلماء إلى هذه الاكتشافات أثناء مراقبة منطقة قريبة من مركز يتسم بحالة من فوضى الجاذبية في الفضاء السحيق بين المجرات.