أبيومٍ من أيام الصيف أشبّهُك؟ لأكثرُ جمالاً أنتَ وأشدُّ اعتدالاً. فالرياحُ العتيّةُ تجْني على براعمِ أيّارَ الحبيبة وعقْدُ الصيفِ ما أقصرَ أجلَه! وعينُ السماءِ آناً تُشرقُ بقيْظٍ ملتهب وآناً في صفحتِها الذهبيةِ يخْبو البريق، وكلُّ حُسْنٍ عن الحَسَنِ يوماً يفتَرق فاقداً زهوهُ بطارئٍ أو بمجرى الطبيعةِ المتقلّبة: أمّا صيفُك الأبديُّ فلن يَسْري فيه الذبول ولن يفقدَ الحسنَ الذي تمتلكُه، ولن يفخَرَ الموتُ بأنك تطوفُ في ظلِّهِ، حين تعاصرُ الأزمانَ في أبياتٍ خالدة: فما دام في الناس رَمَقٌ وفي العيون بَصَر هذا القصيدُ سيحيا، وينفُخُ فيك الحياة. ترجمة جبرا ابراهيم جبرا هل أشبِّهك بيوم صيفي؟ بل أنت أكثرُ بهاءً وأسجى مزاجاً: إن الرياح العاتية لتعصف ببراعم ايار الغالية، وإن أجلَ الربيعِ لوجيز وجيز، وحدَقة السماء تشعُّ أحياناً بشواظّ لاهبة، وكثيراً ما تغلِّف بشرتها الذهبية غلالةٌ كامدة، وكل بهاءٍ يفقد ذات يوم من رونقه، تجزّه الصدفة أو مجرى الطبيعة المتغيرُ. لكن ربيعك السرمدي أنت لن يصوّح أو يخسرَ ذلك الرونق الذي هو ملك يديك ولن يُتاح للموت ان يتبجّح بأنه يظلّل خطاك وبهاءُك يزدهر مع الزمن في أبياتٍ خالدات ما دام نفَسٌ يخفق في صدر وما ائتلقَ في عين نور فستحيا هذه الأغنيات، وتهبك أنت الحياة. ترجمة كمال أبو ديب هل أقارنكَ بيوم من أيام الصيف؟ أنكَ أحبّ من ذلك وأكثر رقة الرياح القاسية تعصف ببراعم مايو العزيزة، وليس في الصيف سوى فرصة وجيزة. تشرق عين السماء أحياناً بحرارة شديدة، وغالباً ما يصير هذا الوهج الذهبي معتماً، والروعة بأسرها تتلاشى عنها روعتها يوماً ما، بالقدر أو بالطبيعة التي قد تتغير دورتها بلا انتظام: لكن صيفك الخالد لن يذوي ابداً أو يفقد ما لديه من الحس الذي تملكه، ولا الموت يستطيع ان يطويك في ظلاله عندما تكبر مع الزمن في الأسطر الخالدة. فما دامت للبشر أنفاس تتردد وعيون ترى، سيبقى هذا الشعر حياً، وفيه لك حياة أخرى. ترجمة بدر توفيق نشر في العدد: 17103 ت.م: 31-01-2010 ص: 31 ط: الرياض