اختصرت آن صوفي - موتر في حفلة واحدة مسيرتها الطويلة، كعازفة كمان عندما قدمت أهم ما اشتغلت عليه في حياتها ولدت عام 1963 بين القديم والمعاصر، من"ثلاثية البيانو"التي كتبها لها، بريفين، والتي كانت قدمتها للمرة الأولى، العام الماضي في الذكرى الثمانين لميلاد بريفين في صالة"كارنيجي"في نيويورك. الى ثلاثية لموزارت على الكمان، وأخرى لمندلسون 1807 - 1847، والذي كانت كرّمته العام الماضي أيضاً بإصدار أسطوانة لمختارات من أعماله. وانضم إليها على المسرح في حفلة أول من أمس شريكاها عازف البيانو الأميركي لامبرت أوركيس - الذي حصدت معه جائزة"غرامي"تقديراً لإنتاجهما أسطوانة جامعة أديا فيها سوناتات بيتهوفن على الكمان وسوناتات موزارت على الكمان أيضاً - وعازف التشيلو الألماني الشاب دانييل مولر - شوت الذي سجلت معه ثلاثيات موزارت ومندلسون. كانت حفلة، في إطار مهرجان أبو ظبي للموسيقى الكلاسيكية، مشغولة بشغف، طغى عليها ال"لارغيتو"الحزين البطيء، خصوصاً في ثلاثية البيانو التي كتبها بريفين، ظهرت فيها آن صوفي - موتر وكبرت بعض الشيء، وهذا ما زاد ربما من رهافتها. كانت حفلة دافئة، ومحتشدة بمستمعين مخلصين، غالبيتهم أوروبيون ممن يعرفونها، وكأن الكمان عمر لا آلة، بعد منتصف طريقه، في مرحلة نضوجه، وفرديته وخصوصيته، وكأن كمان آن صوفي أيضاً الذي لا يحب الأوركسترا الكبيرة، هو هذا العمر الباحث أخيراً عن بعض السكينة في غرفة خاصة دافئة.