فيما لا يزال المعنيون بالوضع في جنوبلبنان يعملون على انهاء ذيول الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي والحيلولة دون خرق القرار 1701، بلقاءات واجتماعات أبرزها اجتماع في الناقورة بين ضباط من الجيش اللبناني وضباط دوليين وإسرائيليين، استبعدت اسرائيل امس أي تصعيد عسكري مع لبنان، في موازاة استمرار تحركاتها العسكرية وخروقها للأجواء اللبنانية. واستبعد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي"حصول تصعيد عسكري مع لبنان"، مؤكداً في الوقت نفسه"الخطورة"التي ينطوي عليها قيام"حزب الله"بتخزين أسلحة. وقال أشكينازي خلال زيارة الى قاعدة عسكرية:"في الوقت الراهن يعمّ الهدوء على طول الحدود"مع لبنان، مؤكداً أن اسرائيل"لا تتوقع ان يخرق هذا الهدوء". وبخصوص الانفجار الذي وقع في 14 تموز يوليو في بلدة خربة سلم اللبنانيةالجنوبية في منطقة تعتبر معقلاً ل"حزب الله"قال اشكينازي:"اسرائيل تنظر الى هذا الحادث بخطورة"كما اوردت صحيفة"هآرتس"على موقعها على الإنترنت. وبحسب الصحيفة نفسها، فإن"اسرائيل وجهت في الأيام الماضية تحذيرات إلى الحكومة اللبنانية عبر الأممالمتحدة تحملها فيها مسؤولية اي عمل معاد مصدره لبنان". الى ذلك، عقد في مقر قيادة"يونيفيل"في الناقورة اجتماع بين ممثلين عن الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي برعاية دولية، تركزّ البحث فيه على مجمل الخروق المتعلقة بالخط الأزرق والقرار 1701، و"كذلك في حادثة خربة سلم"بحسب"وكالة الأنباء المركزية"المحلية اللبنانية.ولم يصدر عن"يونيفيل"بيان عن الاجتماع الذي أكد حصوله المكتب الإعلامي للقوات الدولية في اتصال مع"الحياة". وفي هذا السياق، التقى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، في لقاء هو الثاني بينهما خلال أسبوع. وذكرت"الوكالة الوطنية للإعلام"الرسمية أن هدف زيارة وليامز اطلاع بري على"الجهد الذي يبذله في سبيل إعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل الخرق الإسرائيلي في كفرشوبا". وشكر بري لوليامز"الجهد الذي يقوم به والذي يتابعه باهتمام وحماسة". وكذلك زار وليامز الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وناقش معه التطورات في الجنوب. ميدانياً، أفادت"الوكالة الوطنية"أن"أربع دبابات اسرائيلية من طراز ميركافا، تقدمت عند العاشرة صباحاً، من موقعها في رويسة السماقة في اعالي العرقوب الى محيط الخرق الذي أحدثه الإسرائيليون مطلع شهر تموز يوليو الجاري، داخل الأراضي اللبنانية قرب بوابة"حسن قصب"وانتشرت على بعد مئة متر من هذه البوابة". وأشارت إلى أن"الجيش اللبناني أعلن، في المقابل، على هذا المحور حالة من الاستعداد والجاهزية ووزع عناصره وآلياته في مواجهة قوات العدو الإسرائيلي، كما وضعت قوات"يونيفيل"على هذا المحور في حالة من الحذر والترقب". وتابعت:"بالتزامن مع هذه الحركة على الأرض، حلقت ست طائرات حربية اسرائيلية في شكل مكثف فوق هذه المنطقة، ثم توغلت شمالاً لتحلق فوق مناطق حاصبيا والبقاع الغربي وإقليم التفاح ومرجعيون". من ناحيتها، أعلنت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه أن"طائرة استطلاع إسرائيلية معادية اخترقت الأجواء اللبنانية من فوق الناقورة، ونفذتا طيراناً دائرياً فوق منطقتي الجنوب وبيروت، ثم غادرت من فوق بلدة رميش باتجاه الأراضي المحتلة". بوزيان إلى ذلك، أوضحت الناطقة الرسمية باسم"يونيفيل"ياسمينة بوزيان أن"القائد العام ل"يونيفيل"الجنرال كلاوديو غراتسيانو زار، أول من امس، بلدة خربة سلم، برفقة ممثلين عن الجيش اللبناني والسلطات المحلية واعضاء المجلس الذين يمثلون تلك المنطقة، بعد الاجتماع الذي عقد في بلدة تبنين. واوضحت بوزيان أن"غراتسيانو قال لممثلي البلدية ان"يونيفيل"تعلق اهمية قصوى على المحافظة على العلاقات الجيدة مع سكان جنوبلبنان خلال تأديتها لمهمتها بتنسيق تام مع الجيش اللبناني". وكرر الجنرال غراتسيانو ان"اعمال"يونيفيل"ترتكز على ضمان الاحترام الكامل للقرار 1701 ولمنع اية خروق لبنود هذا القرار".