يتميز المغني هشام عباس بإحساسه المتدفق الذي يجسد شخصيته الهادئة التي لا تخلو من الشقاوة وخفة الدم وابتسامته الساخرة."الحياة"التقته لمناسبة صدور ألبومه"ما تبطليش"الذي يعد تعاونه الأول مع شركة"روتانا"، فعبّر عن سعادته برد فعل الجمهور الإيجابي تجاه ألبومه وكليبه"كل ما تيجي قصادي"الذي قدّمه تحت إدارة المخرج طارق العريان في المسرح الروماني في منطقة"الذوق"اللبنانية. وأوضح عباس أن الأغنية المصورة أصبحت أحد العوامل الرئيسة في شهرة المطربين، و"لأن شركات الإنتاج تعي هذه النقطة جيداً فإنها لا تبخل على موازنة إنتاج الفيديو كليب، لهذا وفرت شركة"روتانا"مبلغ 150 ألف دولار حتى يخرج الكليب بشكل مميز". وقال إن مشروع الألبوم الجديد تأجل لأنه كان في"معركة"مراجعة مع نفسه وإعادة حساباته. لكنه التقى بعد الجردة الذاتية مجموعة من الشعراء والملحنين مثل أيمن بهجت قمر وعزيز الشافعي ومحمد عاطف وأمير طعيمة ورامي جمال ومحمد النادي، لتقديم"حالة فنية متكاملة وأغان ترضيني وتلقى قبولاً جماهيرياً". فكان ألبوم"ما تبطليش"الذي تضمن أغاني"دي طريقة"،"بتيجي في بالي"،"مش داري ليه"،"ما كنش ذنب حد"،"باوعدك"،"قدامه"،"حاجة غريبة"، و"طول ما أنت بخير". إضافة الى أغنية"بتيجي قصادي"التي صورت في فيديو كليب من إخراج طارق العريان"لأنه يمتلك أدواته الإخراجية بشكل متميز ولديه رؤية متميزة تتيح له فرصة اكتشاف المطرب الذي أمامه"، كما قال عباس. وأكد ثقته بنجاح الألبوم على رغم المنافسة الشرسة مع مطربين كبار طرحوا ألبوماتهم في الصيف الحالي مثل عمرو دياب وأنغام وتامر حسني وهاني شاكر لأنه يدقق جيداً في اختياراته، وعندما"يستمع الجمهور إلى الألبوم سيجد الأغاني مختلفة عن بعضها بعضاً تماماً من حيث الأفكار والألحان والتوزيع". وحول ما إذا كان هناك مستشارون يحددون اختياراته الغنائية، قال:"مستشاري الأول هو إحساسي، ففي بداية اختياري لا أسمح لأحد بالتدخل، لكن بعد انتهائي من تجهيز كل أغاني الألبوم أستشير كل من حولي وخصوصاً زوجتي جيهان لأنها صادقة وتملك إحساساً مرهفاً وتشعر بي". وعن سبب تسميته لأغنية"حاجة غريبة"وإمكان مقارنته بالعندليب الراحل عبد الحليم حافظ أوضح عباس أن الأغنية لا يحكم عليها من اسمها، إنما من خلال كلماتها ولحنها وتوزيعها وطريقة أدائها، وهذه الأغنية لها قصة. فعندما عرضها عليه الشاعر والملحن عزيز الشافعي أعجبته جداً ووجد أنها ثرية بالموسيقى وطريقة غنائه ستكون مختلفة عن الأغاني التي سبق وغناها، لكن العنصر الذي كان يقلقه هو اسمها. ولأنه يثق بأن الجمهور لا يمكن أن يقارن بين عبدالحليم حافظ وأي مطرب آخر، فضّل الإبقاء عليها كما كتبها عزيز الشافعي. وعن سبب تواجد أيمن بهجت قمر وعزيز الشافعي في معظم أغاني الألبوم، أشار الى أن"ذلك يرجع الى إيماني الشديد بموهبتهما وإلى اقتناعي بهما كفنانين يمثلان من وجهة نظري السهل الممتنع، وهذا لا يمنع إعجابي بمحمد عاطف وأمير طعيمة". وأوضح عباس أن مشاريعه السينمائية دائماً ما تطرح لكنها لا تصل لمرحلة التنفيذ لأنه لم يجد حتى الآن السيناريو المناسب الذي يشجعه على التفرغ على مدى عامين لتقديم فيلم سينمائي، خصوصاً أنه من الناس الذين يأخذون وقتاً في التحضير لأي شيء. وأعرب عن تفاؤله بحالة تواصل الأجيال التي تشهدها الساحة الغنائية، فتامر حسني ومحمد حماقي ومحمود العسيلي وغيرهم أثروا إيجاباً في أذواق جيلنا، ووجود جيل جديد من المطربين الشباب عنصر طبيعي للغاية ولا يقلق أحداً". لا يرى المغني الأسمر تدهوراً في وضع الأغنية العربية في الوقت الحاضر، قائلاً:"اذا كان الزمن الماضي جميلاً فنحن الآن في زمن فني جميل آخر، إن لم يكن زمناً فنياً أجمل، لأن الدنيا تغيرت للأحلى والأجمل، كل شيء حولنا أصبح مختلفاً عما كان عليه في السابق، الآن أصبحنا نعيش في عصر ازدهار التكنولوجيا والمعلومات. وهناك الكثير من المواهب الشابة تحتاج إلى رعاية، كما أن كل من يفتقد الموهبة لن يجد له مكاناً في الوسط الفني". ونفى عباس أن تكون هناك خلافات بينه وبين المنتج محسن جابر وشركة"مزيكا"بعد انفصالهما، مصرّحاً بأن كل ما تردد في هذا الشأن غير صحيح. وأضاف:"تربطني علاقة صداقة بمحسن جابر لن تتأثر بهذه الشائعات، لأنني أحرص على استمرار علاقاتي الإنسانية بكل من أتعامل معهم في حياتي". نشر في العدد: 16913 ت.م: 25-07-2009 ص: 27 ط: الرياض