قبل أن تسجل السعودية أول حالة أنفلونزا خنازير كان أحد الظرفاء يستغرب عدم فوز بلادنا بجائزة"عدم تسجيل حالة"، على رغم"أوبئة ونفوق"مرت بالعالم وطاولنا بعضها، أشهرها وباء أنفلونزا الطيور حيث لم تسجل حالة إصابة بشرية، لكن بعد تسجيل حالة الممرضة الفيليبينية بأنفلونزا الخنازير لا أرى أملاً بالفوز، ربما يصيب هذا محبي الجوائز بالأسف مع أن في ذلك فوائد. مرت الممرضة الفيليبينية بحواجز الصحة"الوقائية"في المطارات التي نشر عنها الكثير، والمتابع يتذكر أنه عندما نشر أول مرة عن كاميرات حرارية لم تكن بعد قد نصبت في صالات القدوم، مع أن بعض المختصين أعلنوا عدم جدواها، المهم أن ننظر بعين الجدية لمواجهة الخطر، قالت لنا حالة الفيليبينية إننا لسنا بمنأى عن الخطر وقد يدخل متخفياً، وأمامنا مواسم مهمة إضافة إلى سيل من حركة السفر الاعتيادية. هذا جانب لا بد أنه محط اهتمام المعنيين، وإذا كنا في مواسم الحج والعمرة لم نسجل انتشار أوبئة، ولله الحمد والمنة، بل كنا نحذر ونحتاط أكثر من حوادث الازدحام والحرائق، من المهم مواجهة الخطر الجديد. في شأننا المحلي ربما تكون حالة إصابة ممرضة فيليبينية وظهور الأعراض بعد أيام من مزاولتها عملها مدعاة لأن نعيد النظر في مسلّمات، منها طريقة سلامنا على بعضنا البعض، نحن نحرص على العناق والقبلات في الهواء غالباً، تختلف الطريقة في الأسلوب وعدد القبلات من منطقة إلى أخرى، فهي في بعض المناطق ثلاث في جهة واحدة تبدأ بلمس الخد الأيمن للخد الأيمن، وفي مناطق أخرى لا بد من العدل بين الخدود اثنتان للخد الأيمن وواحدة للأيسر، في حين تدفع حرارة السلام والترحاب لزيادة العدد أو ملامسة الأنوف، ومن المعروف أنه عند مراسم استقبال كبار الشخصيات أن ترتفع أصوات مع ازدحام توجه بأن"السلام مصافح"، وهذا الأسلوب السعودي انتشر في أقطار عربية، وقد لا يلتزم كثير بذلك لأسباب، منها العادة المتأصلة ودافع العاطفة الجياشة، يرى البعض أن المصافحة وحدها لا تكفي لإظهار مشاعر المودة والتقدير لأنه اعتاد على تجاوزها. لكن في البلدان التي انتشرت فيها أنفلونزا الخنازير أصبح من المألوف رؤية الناس بكمامات على الوجوه احتياطاً... للوقاية، خصوصاً في مواقع الازدحام ونقاط تلاقي جموع البشر. وفي مواقع العمل يجبر القادمون على استخدام مطهرات تعقم اليدين، يختلف الأمر من بلد إلى آخر، بعض البلدان ما زالت تركز فقط على المسافرين من البلاد التي ظهر فيها المرض، و"السلام مصافح"حتى من دون تعقيم أكثر الأساليب يسراً وسهولة، يسندها تجذّر إيمان وتوكل على الله، وفيها تخفيف، خصوصاً على كبار السن. www.asuwayed.com نشر في العدد: 16864 ت.م: 06-06-2009 ص: الاخيرة ط: الرياض