اعتقلت السلطات الصينية أمس، عدداً من المنشقين والمعارضين خارج العاصمة بكين او اجبرتهم على ملازمة منازلهم، عشية الذكرى العشرين لحملة القمع الدامية التي نفذت ضد تظاهرات نظمت للمطالبة بالديموقراطية في الرابع من حزيران يونيو 1989. ونقل كي تشيوغ الذي فقد ساقه اليسرى في احداث عام 1989، قسراً الى خارج العاصمة، بعدما رفض الرحيل طوعاً، وصودر هاتفه الخليوي لمنع الاتصال به. ولم يستطع الكاتب جيانغ كيشنغ الذي سجن بتهمة التخريب عام 1999، حين اراد تنظيم احتفالات في ذكرى الحركة الاحتجاجية، من مرافقة زوجته لزيارة الطبيب، ما جعله يستنكر هذه الاساليب"غير القانونية". ووضع الناشط في مجال مكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة"ايدز"يان يانهاي قسراً في قطار مع عائلته، وارسل من بكين الى شمال البلاد. وخضعت تشينغ جينيان، زوجة المنشق المسجون هو جيا الحائز جائزة ساخاروف 2008 لحرية الفكر، الى اقامة جبرية. وكشفت منظمة العفو الدولية ان خمسة شرطيين دفعوا تشينغ جينيان بعنف لدى محاولتها الخروج من منزلها مع ابنتها الصغيرة. كذلك فرضت حراسة مشددة على دينغ زيلين 72 سنة التي قتل ابنها في احداث ساحة تيان انمين، قلب حركة الاحتجاج عام 1989، لمنعها من مغادرة منزلها. واوقفت الشرطة السبت الماضي وو غاوكسينغ الذي امضى سنتين في السجن بتهمة التظاهر في اقليم زيجيانغ شرق قبل عشرين سنة. كما نقلت المنشق باو تونغ الى قرية جبلية، بعدما نشر رسالة وجهها الى الرئيس هو جينتاو طالبت بالتعويض على اولئك الذين سجنوا في أعقاب حملة قمع المحتجين. وانتشر مئات من قوات الامن في ساحة تيان انمين، فيما فرضت بكين رقابة على الانباء التي تبثها الشبكات التلفزيونية الاجنبية حول تيان انمين، وشلت مجموعة من مواقع الانترنت مثل بينغ محرك البحث الجديد التابع لشركة"مايكروسوفت"وموقع"هوتميل"وشبكة"تويتر". على صعيد آخر، أفادت صحيفة"تشاينا ديلي"بأن الشرطة الصينية فككت مطلع العام الحالي سبع خلايا ارهابية في اقليم شيجيانغ ذي الغالبية المسلمة. ونسبت الصحيفة التي تصدر باللغة الانكليزية هذه المعلومات الى زعيم الحزب الشيوعي في كاشغار يانغ جيان الذي ابلغها ان ارهابيين في الخارج يحركون الوضع منذ سنتين عبر الانترنت. ويضم اقليم شيجيانغ، المنطقة الحدودية الشاسعة في آسيا الوسطى والتي تخشى بكين حدوث اضطرابات فيها على غرار التيبت، حوالى 8.3 ملايين من الاويغور الذين يندد بعضهم بالقمع السياسي والديني الذي تمارسه الصين ضدهم تحت غطاء مكافحة الارهاب. وشهدت كاشغار، كبرى مدن الاقليم، منذ التسعينات من القرن العشرين، 350 هجوماً ادت الى موت 60 من ممثلي السلطات المحلية او المدنية. وأوقف حوالى 1300 شخص بتهمة تهديد أمن الدولة للخطر العام الماضي.