عذراً لم أعد أجد أمامي سوى جدران متنوعة الأحجام والقياسات والسماكات وأنا داخلها في متاهة محكمة الإغلاق. لا ضوء... لا صوت... لا أحد هل من المفروض أن يكون هناك أحد يطبب جرحنا؟ هل من المفروض أن يكون هناك من يقف معنا، يساندنا؟ لا أدري. ربما نعم. ولكنني هنا أنا وجدران تنهار لتبنى أخرى ويستمر الشقاق في ما بيننا الى أن نوقّع هدنة أخرى. لن يأتي المساء فالصراخ يملأ الآذان ضجيجاً قاتلاً يقتل النوم... يقتل الحلم... يقتل المساء ويعدو الى داخل حدود الأرق فينا. يبعثر كل خواطرنا... هدوءنا ومساحة الإرادة المتبقية فينا يمزقنا ويحمل شتاتنا يزرعه في كل مساماتنا لا يرحمنا في ظله وتحت سطوته لا نرى شيئاً الى ان تعتاد عينانا على نور الأشياء وحدها وتخبرنا بأسرارها نجزع... نهرب نتقوقع داخل ذاتنا كجنين في الرحم نتكور في أقصى الزاوية نرجو أماناً لن يأتي، نعلم ذلك لكننا ماهرون في التحايل، في الخداع لنخلّص ذواتنا من عصف الرياح الخارجية ماهرون في غدر أنفسنا لنبقى على الأقل أقوياء وعلى قيد الحياة "نرجو سلاماً"يصبح وهمنا أكبر... يصبح خوفنا أشد نبحث عن فعل يخفف هذا الوهم... الخوف والضعف يأخذنا من دون ملامح لوجه مألوف نقتات من قوته قوة، أو ربما الى طبيعة أو صوت عصفور يعيدنا الى رحمنا الطبيعي حتى يحن حنيننا اليه بقوة. منذ عمر ونحن نحني هاماتنا وانتصاراتنا كرمى لوجع آخر حب آخر عشق آخر أرض أخرى لنموت مراراً ونصمت الى أن يبصقنا الصمت فنتفجر ألوان قزح ميساء شهاب - بريد الكتروني