لم يكن"الثامن من مايو"مناسبة كمثيلاتها ال"59"السابقة، التي اعتاد فيها رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام الاحتفال بعيد ميلاده، بعد ان عاشت معه القارة الصفراء واحدة من أشرس الانتخابات في تاريخ الاتحاد منذ تأسيسه في عام 1956، ففارق الصوتين بينه وبين منافسه الشيخ سلمان بن ابراهيم، الذي جعله يفوز بالمقعد الرابع المخصص للقارة في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي "فيفا"، يجعله امام تساؤل محوري: "هل للانتصار خسائر؟... وهل للهزيمة مكاسب؟". حتماً ستكون افرازات الانتخابات منعكسة على القادم من الايام، ليس بترشح ابن همام المعلن سلفاً للمجلس الاولمبي الآسيوي والاتحاد العربي لكرة القدم فحسب، وانما في النهج الجديد في اسلوب الادارة، في فترة ما بعد الانتخابات، من باب"الحكمة والسياسة"على أقل تقدير واهمها ما ورد على لسانه قبل اشهر في احدى الفضائيات:"سأثبت للفهد بأنه اضعف مما يتوقع"، فضلاً عن ان الانتخابات الرئاسية ستكون بعد عامين فقط من اليوم! الرقم"23"الذي تحصّل عليه رئيس الاتحاد الآسيوي الطامح الى رئاسة الاتحاد الدولي مستقبلاً، رقم لا يجعله يطيل عمر الاحتفالات بالانتصار، بل يجبره على بناء المزيد من"الجسور"بدلاً من حرقها بينه وبين خصومه قبل مؤيديه، وهو اسلوب فضل فيه المواجهة على الديبلوماسية، جعله في نهاية المطاف يعجز عن تحقيق الاغلبية البسيطة النصف+1، اي 24 صوتاً وهو رقم لا يتناسب مع رجل يشغل منصباً بحجم رئاسة الاتحاد الآسيوي! العمل الجبار الذي اثمر عن 21 صوتاً، ما كان ليتأتى لولا الجهود التي بذلها الشيخ احمد الفهد بالمقام الاول ونائب رئيس الاتحاد الدولي عن قارة آسيا الكوري الجنوبي د. تشونغ مونغ جون بالمقام الثاني، خصوصاً بعد امتناع السعودية في اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي، من قضية حرمان الكويت عن التصويت في الجمعية العمومية، وهو ما يرجح كفة ان صوت السعودية ذهب لابن همام. ومن الامور التي اسهمت في تقارب النتيجة الى هذا الحد، العقلية التي يتسم بها الفهد، فهو يتسم بالبراغماتية العملية وهي وفق تعريف الموسوعة العالمية"ويكيبيديا":"تتميز بالإصرار على النتائج والمنفعة والعملية من عمليّ كمكونات أساسية للحقيقة، وتعارض البراغماتية الرأي القائل إن المبادئ الانسانية والفكر وحدهما يمثلان الحقيقة بدقة... ووفقاً للبراغماتية فان النظريات والمعلومات لا يصبح لها أهمية الا من خلال الصراع ما بين الكائنات الذكية مع البيئة المحيطة بها". وهذا يبرر"تحالف"الفهد، مع الكوري الجنوبي الذي كان"يتصارع"معه في الانتخابات الشهيرة على منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي عن قارة آسيا قبل 15 عاماً، وهذا ما يجعله"يدعم"الشيخ سلمان بن ابراهيم، الذي لا يمكن الجزم بانه يتمتع ب"علاقة مميزة"مع الفهد، وهو ما يظهره بثوب"الممتن"لجهود ابن همام في كانون الأول ديسمبر الماضي، عندما زار الكويت لمقابلة أمير البلاد، حتى"يتمكن"من رفع تعليق عضوية الكويت موقتاً للمشاركة في كأس الخليج وتصفيات كأس آسيا، وهذا ما"يخلق"حوله مداراً مغناطيسياً قوياً يستقطب بعض المغامرين سياسياً لدعمهم انتخابياً في الكويت، كما هي الحال هذه الأيام! كلمة أخيرة لن تكون"انتخابات كوالالمبور 2009"هي الأخيرة. [email protected]