يبدأ الموفد الرئاسي الأميركي إلى السودان الجنرال المتقاعد سكوت غرايشن زيارته الأولى إلى البلاد اليوم وتستمر أسبوعاً يجري خلالها محادثات مع مسؤولين سودانيين ومعارضين، كما يزور إقليم دارفور وجنوب السودان، في وقت تصاعدت المواجهات القبلية في ولاية جنوب دارفور وأوقعت 44 قتيلاً وما لا يقل عن 73 جريحاً. وقال مسؤول في وزارة الخارجية السودانية إن لقاءات الموفد الأميركي ستركز على العلاقات بين الخرطوم وواشنطن وسبل ترقيتها"عبر حوار جاد و مثمر". وقال:"ندعو الموفد إلى الانخراط في حوار جاد لبحث القضايا العالقة بغية الوصول إلى حلول جذرية بروح بناءة". وذكر أن غرايشن سيلتقي نائب الرئيس علي عثمان محمد طه ومساعده نافع علي نافع ومستشاره مصطفى عثمان إسماعيل، وأفادت مصادر في السفارة الاميركية في الخرطوم أن غرايشن طلب لقاء زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي والأمين العام للحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال لدى لقائه مع غرايشن الاثنين قبل توجهه الى الخرطوم إنه"سينقل إلى المسؤولين أن لدينا أزمة عاجلة نتيجة طرد منظمات غير حكومية". وزاد ان الولاياتالمتحدة ستبحث عن سبيل لاحياء المحادثات بين"الحركة الشعبية لتحرير السودان"وحزب المؤتمر الوطني للمساعدة في معالجة الأوضاع في دارفور، لكنه اعتبر أن المهمة ستكون صعبة للغاية وتتطلب وقتاً"ولا نتوقع أي حلول بين عشية وضحاها للمشكلات القائمة هناك منذ وقت طويل". وغرايشن هو المبعوث الأميركي الخامس في عهد الرئيس عمر البشير. وتجمع مئات المواطنين ظهراً في مطار الخرطوم في انتظار عودة البشير من المملكة العربية السعودية التي زارها أمس لاداء العمرة، في تحد جديد لقرار المحكمة الجنائية الدولية توقيفه. وكسب البشير تعاطفاً شعبياً بتحديه قرار اعتقاله وزيارته اريتريا ومصر وليبيا ومشاركته في القمة العربية في الدوحة. إلى ذلك، قتل 17 شخصاً واصيب 36 إثر تجدد الاشتباكات بين قبيلتي الهبانية والفلاتة في مناطق دمسو وتافونا ومدادة في ولاية جنوب دارفور. وأكد محافظ منطقة برام، محمد عبدالرحمن مدلل، أن المواجهات القبلية وقعت بسبب سرقة أبقار تتبع إلى الهبانية، واثناء ملاحقة القبيلة للسارقين وقع وفدها في مكمن أدى الى مقتل 4 واصابة 26 من الهبانية. وكشف عن تحركات للإدارة الأهلية من الطرفين ولجنتي الأمن فى محافظتي تلس وبرام لاحتواء الموقف. واتهم مساعد زعيم قبيلة الفلاتة يوسف السماني البشير مجموعة مسلحة من الهبانية تستقل سيارات محملة بالأسلحة الثقيلة بالهجوم على بلدات تتبع إلى قبيلته، مما أدى إلى مقتل 13 من افراد قبيلته واصابة 10 آخرين. وجاء الحادث بعد يوم من مقتل 27 واصابة 37 آخرين إثر تجدد الاشتباكات في منطقة النون في ولاية جنوب دارفور بين قبيلتي الهبانية والرزيقات العربيتين. وقال عضو اللجنة المشتركة من قبل حكومة الولاية حامد سعد إن الهجوم وقع اثناء تجمع قبيلة الهبانية في مأتم، موضحاً أن الهجوم كان بالأسلحة الثقيلة مما ادى الى مقتل واصابة عشرات المواطنين. وأضاف أن هناك تجمعات وحشوداً من الجانبين ولا سيما من الهبانية للثأر من الرزيقات. لكن مساعد زعيم قبيلة الهبانية جعفر علي الغالي أمر بالانسحاب قبل وقوع مواجهات جديدة، وهدد باعتقال كل من يخالف الأمر من الطرفين. وزار فريق مشترك من الأمن والشرطة والسلطات المحلية موقع الحدث، وأقر إقامة شريط حدودي عازل لمنع الاحتكاكات بين الجانبين. نشر في العدد: 16799 ت.م: 02-04-2009 ص: 12 ط: الرياض