توقّعت مصادر ديبلوماسية في القاهرة ألا تقل تعهدات الدول المانحة المشاركة في مؤتمر إعمار غزة الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ اليوم عن 4 بلايين دولار، مشيرة إلى أن المفوضية الأوروبية أعلنت عزمها تقديم 554 مليون دولار والولاياتالمتحدة 900 مليون دولار. وكانت المملكة العربية السعودية خصصت خلال قمة الكويت الاقتصادية بليون دولار، وقطر 250 مليونا، والجزائر 200 مليون دولار لإعمار غزة. وأوضحت المصادر أن الأولوية القصوى لإنفاق هذه الأموال ستكون لإنقاذ الوضع الكارثي في قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير من خلال تقديم حزمة من المساعدات الجديدة على مدار العام لتلبية الاحتياجات الضرورية وإزالة آثار المباني المدمرة بالكامل. ونوّهت بأن الدول الرئيسية الداعمة لنشاط"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين"أونروا النروج والدنمارك والسويد وفنلندا وايسلندا قررت زيادة منحها الإضافية للوكالة إلى 75 مليون دولار حتى نهاية العام الحالي، فضلا عن 14 مليونا كمساهمة إضافية للوفاء بالحاجات العاجلة لغزة. وتقدم السلطة الفلسطينية إلى المؤتمر تقريرا يشير إلى أن القطاع تكبّد 1.9 بليون دولار خسائر بسبب العدوان الإسرائيلي، ويستعرض التقرير بالتفصيل خسائر كل قطاع على حدة. ويرأس الرئيس محمود عباس وفد بلاده إلى المؤتمر الذي يضم رئيس الوزراء سلام فياض. كما يعرض الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى رؤية الجامعة لإعمار غزة التي أعدت بناء على تقرير اللجنة العربية التي زارت غزة والتقى موسى أعضاءها أمس. وحذرت منظمة"أوكسفام"الدولية من أنه من دون إدخال البضائع الأساسية وإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع تماما، فإن عملية إعادة الإعمار"لن تنجح". وقال المدير التنفيذي للمنظمة جيرمي هوبز:"يعيش المواطنون في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهرا على المساعدات الغذائية فقط... أطفال القطاع يعانون من نقص التغذية والبرد القارس والمستشفيات والمدارس وآلاف المنازل المهدمة بحاجة ماسة إلى إعادة البناء، ولا يمكننا الحديث بجدية عن إعادة الإعمار من دون فتح المعابر كافة وبشكل فوري". ويفتتح الرئيسان المصري حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي مؤتمر إعادة إعمار غزة اليوم بمشاركة 71 دولة و16 منظمة دولية. ويلقي مبارك كلمة في جلسته الافتتاحية يؤكد فيها ضرورة حشد وتعبئة المجتمع الدولي لتنفيذ تعهداته في شأن إعادة إعمار غزة، كما يشير إلى ارتباط عملية التهدئة وفتح المعابر بتحقيق الوفاق الفلسطيني الذي تجري مشاوراته في القاهرة، إذ أن تحقيق هذا الوفاق يعتبر مكملاً لجهود إعادة الإعمار، حسب ما أكد الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد الذي أوضح أن الرعاة الرئيسيين للمؤتمر هم الأممالمتحدة وفرنسا والجامعة العربية والسعودية وإيطاليا. وأوضح أن كلمة مبارك ستتلوها كلمات ساركوزي ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والرئيس الفلسطيني. وترأس مبارك أمس اجتماعاً وزارياً ناقش ترتيبات المؤتمر واستعرض تقريراً قدمه رئيس الوزراء أحمد نظيف. ويلتقي مبارك قبيل الجلسة الافتتاحية ساركوزي وبرلسكوني ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، كما يلتقي بعدها العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس الفلسطيني، ورؤساء وفود مشاركة في المؤتمر. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي إن من حق الفلسطينيين أن يطلبوا ضمانات بعدم تكرار العدوان على غزة، مشيرا إلى أنه لا توجد آلية جديدة لإعمار القطاع لأن هناك آليات قائمة تابعة للاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والأممالمتحدة والبنك الإسلامي للتنمية"وكل هذه الآليات يصب في مصلحة دعم السلطة الفلسطينية، أي الحكومة الفلسطينية التي قدمت خطتها لإعادة الإعمار"، مضيفاً:"لا يوجد توافق دولي على آليات جديدة... الأموال ستضخ من خلال السلطة أو بالتنسيق معها". وبالنسبة الى التبرعات المعلنة في قمة الكويت الاقتصادية والتي ستمنح من خلال الجامعة العربية وإذا ما كانت ستضاف إلى التبرعات التي سيعلنها المؤتمر، قال زكي:"هذا الأمر محل بحث". واستقبل أبو الغيط أمس في شرم الشيخ المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل وبحثا في تطورات الأوضاع في المنطقة ونتائج جولته الثانية في المنطقة والجهود المصرية لتثبيت التهدئة وتحقيق المصالحة الفلسطينية. كما التقى مساء الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية النروجي رئيس اللجنة المعنية بالمساعدات للسلطة الفلسطينية يوناس جهر ستوره. المصالحة العربية في غضون ذلك، قالت مصادر عربية متطابقة في القاهرة ل"الحياة"إن لقاءات لتحقيق المصالحة العربية ستعقد على هامش مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي يستضيفه منتجع شرم الشيخ"مدفوعة بالأجواء الإيجابية التي سادت العلاقات بين مصر والسعودية من جهة وسورية من جهة أخرى". واضافت ان ترتيبات تجري لعقد لقاء ثلاثي بين وزراء خارجية مصر والسعودية الأمير سعود الفيصل وسورية وليد المعلم. وأوضحت أن هذا اللقاء سيكون في إطار التمهيد"لاجتماع هادئ لوزراء الخارجية العرب الثلثاء في القاهرة ليعكس أجواء المصالحة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة الاقتصادية العربية في الكويت"، منوهة في هذا الصدد بالتصريحات الإيجابية المتبادلة بين وزيري خارجية مصر وسورية وأيضاً زيارة المعلم للسعودية. وسألت"الحياة"زكي عن إمكان عقد مثل هذه اللقاءات، فرد باقتضاب:"ربما تعقد". من جانبه، قال السفير السوري في القاهرة يوسف أحمد ل"الحياة"إن المعلم سيعقد عدداً من اللقاءات الثنائية مع نظرائه العرب في شرم الشيخ. وعن إمكان عقد لقاء مصري - سوري - سعودي، قال:"ليست لدي معلومات، لكنه ليس مستبعداً". اجتماع"الرباعية" وتستضيف شرم الشيخ اليوم اجتماعاً للجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام الولاياتالمتحدة وروسيا والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعة 6 + 3 + 1 التي تضم دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر والأردن والعراق، والولاياتالمتحدة الأميركية. وقال السفير زكي إن اجتماع 6 + 3 +1 سيبحث الوضع في المنطقة عموما والوضع الإيراني خصوصا، موضحاً أنه سيعقد اليوم أو غداً. وسئل هل سيجتمع أبو الغيط مع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم، فأجاب:"لا يوجد طلب بلقاء حتى الآن". نشر في العدد: 16768 ت.م: 02-03-2009 ص: 11 ط: الرياض