تواصلت أمس، لليوم الثالث على التوالي، الاحتجاجات في باكستان ضد قرار المحكمة العليا منع رئيس الوزراء السابق نواز شريف وشقيقه شهباز من خوض الانتخابات الاشتراعية، فيما رفعت الشرطة شكاوى ضد عضوين في الجمعية الوطنية البرلمان و300 زعيم محلي وناشط في حزب"الرابطة الإسلامية"الذي يتزعمه شريف، بتهم إثارة العنف. راجع ص 8 واشتبك محتجون مع قوات الأمن على طريق تربط بين راولبندي وإسلام آباد، ما أدى الى اغلاقها، فيما حطمت جماعات مؤيدة للرئيس آصف علي زرداري سيارة رجا ظفر الحق، رئيس حزب"الرابطة الاسلامية - جناح شريف"في راولبندي، من دون ان تلحق الأذى به. واحتشد حوالى 15 ألف محامٍ في لاهور، مؤكدين تصميمهم على المضي في تنظيم مسيرتهم المقررة الى إسلام آباد في 15 آذار مارس المقبل، لإجبار الحكومة على إعادة قضاة المحكمة العليا الذين عزلهم الرئيس السابق برويز مشرف العام 2007. وأعلن أكثر من ثلاثين نائباً من حزب"الرابطة الاسلامية - جناح الرئيس السابق مشرف"دعمهم لشريف، لكن رئيس الحزب برويز إلهي أشار الى انه سيتحالف مع الرئيس زرداري، ما يعرض حزبه للانشقاق. وفي ختام المحادثات الثلاثية التي أجريت في واشنطن لمناقشة الاستراتيجية الأميركية الجديدة ل"الحرب على الإرهاب"، اتفقت الولاياتالمتحدةوباكستانوأفغانستان على بدء حوار منتظم بينها، نهاية نيسان أبريل أو مطلع أيار مايو المقبلين، لمناقشة وسائل مواجهة"الخطر المشترك"للإرهاب، وتجاوز الخلافات في شأنها. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بعد لقائها نظيريها الباكستاني شاه محمود قريشي والافغاني رانجين دادفار سبانتا:"تملك دولنا الثلاث هدفاً مشتركاً، وحكومتي ملتزمة الوقوف مع اصدقائنا". معروف أن الولاياتالمتحدة سترسل 17 الف جندي اضافي الى افغانستان الصيف المقبل. لكن المبعوث الاميركي الى افغانستانوباكستان، ريتشارد هولبروك الذي شارك في المحادثات الثلاثية، أبدى خيبته من ابرام إسلام آباد اخيراً اتفاق سلام مع متمردي"طالبان باكستان"في اقليم وادي سوات شمال غربي، قضى بمنحهم حق تطبيق الشريعة الاسلامية في المنطقة، في مقابل تعهدهم وقف النار. ووصف هولبروك الاتفاق بأنه"استسلام"أمام نفوذ الناشطين الاسلاميين، وهو ما عارضه الوزير قريشي الذي أصر على ان الاتفاق يحيّد تهديد المتطرفين عبر تحقيق مطالب محلية. أما وزير الخارجية الأفغاني فأعلن تأييده الكامل لإسلام آباد، وقال:"اعتقد بأن المركز الرئيسي لعدم الاستقرار في العالم ليس العراق أو أفغانستان بل باكستان". واستدرك:"اذا اصبحت باكستان دولة فاشلة ستهدد المنطقة والعالم".