المُركّبات الفائقة الصغر التي تُنتج على مقياس النانومتر Nanometer جزء من مليون من الملليمتر، قد تحدث ضرراً شديداً في خلايا الإنسان، حتى لو لم تدخلها. وفي المقابل، تستطيع هذه المُركّبات النانوية أن تساهم أيضاً في علاج السرطانات عند البشر. وعزّزت دراسة نشرت في موقع"نايتشر تكنولوجيا"المخاوف علمياً من الأثر المضر الذي قد ينجم من الاستخدام الواسع لمركبات النانوتكنولوجيا، التي تتميّز بأحجامها الفائقة الصغر. ومن المعلوم أن المُركّبات النانوية تستعمل على نطاق واسع في صنع منتجات طبية، مثل المفاصل الإصطناعية والأنسجة البديلة ومستلزمات التجميل، خصوصاً تلك المستخدمة في شدّ البشرة، والمنظفات المنزلية وآلات التكييف والتبريد وأدوات الرياضة وغيرها. وفي تجارب لعلماء من جامعة"ليدز"البريطانية عام 2007، تبيّن أن المريض الذي زرع له حوض إصطناعي، يُطلق مليوناً من جزيئات الكوبالت النانوية، في كل خطوة يمشيها. وفي التجارب التي كُشف عنها أمس، صنع فريق علمي بريطاني غشاءً حيوياً يتألّف من طبقات من الخلايا تشبه الأغشية الحيوية التي تُغلّف الكثير من الأعضاء الداخلية في الجسم وتشبه"الحاجز"الذي يتحكّم بدرجة تدفق الدم الى أعصاب المخ. ودرس الباحثون الطريقة التي يتفاعل فيها"الحاجز"الحيوي الذي صنعوه، مع المُركّبات النانوية، فتبين أن هذه المُركبات تؤثر في الخلايا التي يفترض أن الغشاء الحاجز يحميها، على رغم عدم دخولها بنفسها الى الخلايا. وأرجع الباحثون هذا الأمر الى تأثير مُركّبات النانو على نظام تبادل الإشارات في الخلية، خصوصاً بين عناصرها الوراثية الجينات. وما يعني أن تلك المواد ربما أثرت على الجينات بحيث تستثير ورماً سرطانياً. وفي المقابل، تفتح دراسة هذا التأثير الباب أمام فهم أعمق للسرطان، وبالتالي صنع أدوية من مُركّبات نانوية تشفي من السرطان أو تمنع تأثير مركّبات صغيرة الحجم، مثل الفيروسات، عليها. والمعلوم أن بعض أنواع الأورام الخبيثة ينشأ بأثر من دخول فيروسات مُسَرطِنَة الى الجسم.