أجاد منتخب عمان استغلال ظروف منافسة منتخب العراق قبل وأثناء المباراة، وخرج من هذه المباراة بفوائد عدة قد تساعده في توسيع خطواته في المنافسة على كأس دورة الخليج، وحقق نتيجة تاريخية في المرمى العراقي قوامها أربعة أهداف في مقابل لاشيء. وفي المباراة الثانية خطف المنتخب الكويتي ثلاث نقاط في غاية الأهمية حينما تغلب بهدف وحيد من أمام منتخب البحرين منافسه الشرس على صدارة المجموعة بفضل تحديد المدرب محمد ابراهيم أهدافه قبل هذه المباراة بأن لا يخسر فريقه في المقام الأول، ومن ثم البحث عن مهاجمة البحرين، خصوصاً والمنتخب الكويتي يتوفر على عوامل المباغتة والسرعة الهجومية متمثلة في الثنائي"الرائع"بدر المطوع واحمد عجب، ومن خلفهم خالد خلف. الاندفاع العماني النتيجة الكبيرة التي حققها المنتخب العماني على منافسه منتخب العراق وبأربعة أهداف في مقابل لا شيء جاءت طبيعية في ظل تعاقب الصعاب التي يواجهها المنتخب العراقي قبل وأثناء دورة الخليج، ولعل غياب خمسة من أعمدة الفريق، إضافة إلى ضياع ركلة الجزاء من قدم هوار ملا، وحالة الاستبعاد بالبطاقة الحمراء للمدافع جاسم غلام في أواخر الشوط الأول عوامل ساعدت منتخب عمان أن يكون مسيطراً على الشوط الثاني، ويرغم لاعبي العراق على البقاء في مناطقهم الدفاعية، إلى أن وصلت النتيجة لأربعة أهداف، وهذا لا يعني تجاهل ما قدمه لاعبو منتخب عمان من مجهود كبير طوال شوطي المباراة، وبحثهم بأية طريقة عن تحقيق أول فوز لهم في الدورة، بالذات والمباراة الأولى لهم أمام الكويت وضعتهم تحت ضغوطات نفسية وعصبية بشكل كبير، وبالتركيز حول الأداء التكتيكي للمنتخب العماني فهو لم يكشف وجهه الحقيقي في هذه المباراة ولا للمباراة الأولى، بل ظل الاندفاع القوي خلف الكرة، والأداء الرجولي هي سمة المنتخب، واستطاع فوزي بشير أن يصنع الفارق للمنتخب بفضل التمرير المتقن وتواجده الدائم خلف كل الكرات الخطرة، وخلاف ذلك وضحت القوة الهجومية المتمثلة في عماد الحوسني وحسن ربيع، وقد تعتبر نتيجة هذه المباراة أحد العوامل التي ستساعد لاعبي عمان على الظهور بشكل تكتيكي أفضل في المباراة المقبلة أمام البحرين، خصوصاً واللاعبون ومدربهم تخلصوا من حمل كبير كان على عاتقهم، وتحسب للاعبي عمان في هذه المباراة إجادتهم التامة في استغلال ظروف منافسهم المنتخب العراقي، وأدوا المباراة برتم واحد على رغم تبديلات المدرب لوروا الذي هدف إلى إراحة أهم الأوراق الهجومية لديه. الثبات الكويتي أحبط البحرين لم يوفق مدرب البحرين ماتشالا في حساباته حينما واجه منتخب الكويت بتغييره لطريقة وأسلوب اللعب، وهذا ما كلفه خسارة ثلاث نقاط كاملة صعبت من موقفه التنافسي على هذه المجموعة، فالطريقة التي تعتمد على 3/4/2/1 لم تجد نفعاً في كسر حاجز حال التركيز والانضباط التكتيكي المثالي التي يعتمد عليها مدرب منتخب الكويت محمد ابراهيم، الذي استقر من جهته على منهجيته التكتيكية التي تعتمد على 4/4/2، وحاول لاعبوه تطبيقها بشكل كبير، بل تحصلوا على نتيجة المباراة كاملة، وإن كان أداؤهم في الشوط الأول مغايراً عنه في الشوط الثاني، إلا أن النتيجة في النهاية هي المحافظة على شباكهم نظيفة طوال التسعين دقيقة، وعانى الكويتيون في الشوط الثاني من مخزونهم اللياقي كثيراً، وهذا ما سمح للبحرينيين بالتواجد في الملعب الكويتي طوال هذا الشوط، وهددوا مرمى نواف الخالدي بالعديد من الكرات الخطرة، حتى وإن كانت هناك بعض الكرات المرتدة الخطيرة للكويت، إلا أن الأفضلية والاستحواذ كانت"حمراء"، خصوصاً وماتشالا حاول تعديل حساباته الخاطئة باكراً، وبالتحديد عقب تسجيل مساعد ندى للهدف الوحيد في الدقيقة 28، حينما أخرج المدافع محمد السيد عدنان وأدخل الظهير الأيسر فوزي عياش ليحدث هذا التبديل نقله نوعية في الأداء البحرين، إلا أن عدم توفيق مهاجمي البحرين وبراعة نواف الخالدي لم يسعف المنتخب على تعديل النتيجة. نشر في العدد: 16716 ت.م: 09-01-2009 ص: 21 ط: الرياض