نقلت موسكو وكييف خلافاتهما إلى المحاكم، في اليوم الرابع لقطع إمدادات الغاز الروسي إلى أوكرانيا، بعد تعثر الطرفين في التوصل إلى تسوية في شأن توقيع عقود للعام الحالي بسبب خلافات حول الأسعار وثمن ترانزيت الغاز الطبيعي عبر الأراضي الأوكرانية إلى أوروبا. وبدأ وفد من الاتحاد الأوروبي أمس زيارة إلى كييف لمناقشة أوضاع الترانزيت، بعدما أعلنت دول أوروبية عدة انخفاض حجم الغاز الروسي المصدر إليها بين خمسة و30 في المئة عن الحجم المتفق عليه بمقتضى العقود مع"غازبروم"الحكومية الروسية للطاقة. وبحث الاتحاد الأوروبي في بروكسيل على مستوى السفراء، تداعيات"حرب الغاز"بين روسياوأوكرانيا، على أمن الطاقة الأوروبي والإجراءات الواجب اتخاذها من أجل تأمين إمدادات كافية. وفي باريس بحثت وزيرة الاقتصاد الفرنسي كريستيان لاغارد مع نائب رئيس"غازبروم"ألكسندر ميدفيديف في موضوع تأمين الغاز الى البلدان الأوروبية. وفي كييف اعتبرت محكمة أوكرانية عقود الترانزيت الموقعة بين"غازبروم"وپ"نافتاغاز"الأوكرانية باطلة، وحظرت على الشركة نقل الغاز بالترانزيت عبر الأراضي الأوكرانية بالأسعار الحالية. واعتبرت ان الوفد الذي وقع الاتفاق بداية 2006 لا يملك الحق القانوني في إبرام هذه العقود. وفي موسكو استهجن رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما البرلمان الروسي كونستنتين كاساتشوف قرار المحكمة الأوكرانية واعتبر أنها لا تملك أساساً قانونياً للبت في هذه القضية، وأن الموضوع يجب ان يخضع للتحكيم الدولي. ويحدد الاتفاق الموقع بين الطرفين سعر ترانزيت الغاز عبر الأراضي الأوكرانية بپ1.7 دولار لكل ألف متر مكعب عن كل مئة كيلومتر، وتؤكد روسيا ان الاتفاق سار حتى عام 2010. وتطالب السلطات الأوكرانية برفع سعر الترانزيت. وأعلنت"غازبروم"أنها رفعت قضية ضد"نافتاغاز"في إحدى محاكم العاصمة السويدية إستوكهولم، تتهمها فيها بسرقة كميات من الغاز المخصص للترانزيت إلى أوروبا، وعدم الالتزام بالاتفاقات والعقود الموقعة بين الطرفين إضافة إلى عدم تسديد كامل المبالغ المستحقة عن صادرات الغاز الطبيعي السنة الماضية، والتي تقدرها الشركة الروسية بنحو 615 مليون دولار. واتهمت"غازبروم"الجانب الأوكراني بسرقة نحو 50 مليون متر مكعب من الغاز المخصص للمستهلكين الأوروبيين مؤخراً. وذكر مسؤول رفيع في"غازبروم"ان"نافتاغاز"رفضت عرضاً روسياً لزيادة كميات الترانزيت إلى بلدان الاتحاد الأوروبي بنحو 20 مليون متر مكعب يومياً. وأكدت"غازبروم"أنها تدرس كل الاحتمالات وزيادة الكميات عن طريق دول أخرى، من أجل الوفاء بالتزاماتها أمام الدول الأوروبية، بما فيها زيادة ترانزيت الغاز عبر خط السيل الأزرق إلى أوروبا عبر تركيا، إضافة إلى خط يامال المار عبر أراضي بيلاروسيا. نشر في العدد: 16713 ت.م: 06-01-2009 ص: 21 ط: الرياض