قال باحثون ان النمو في حاجز الشعاب المرجانية الكبير في استراليا منذ عام 1990 انخفض الي أدنى معدل له في 400 سنة وهو ما يبعث على القلق في شأن الكائنات البحرية في محيطات العالم. وقال غلين ديث وزملاؤه في المعهد الاسترالي لعلم البحار ان هذا قد يهدد تنوع الانظمة البيئية البحرية التي تعتمد على الشعاب المرجانية، كما انه يشير الى مشاكل مماثلة لكائنات مشابهة اخرى في العالم. وحاجز الشعاب المرجانية الكبير في استراليا هو أكبر امتداد مرجاني في العالم. وكغيره من سلاسل الشعاب المماثلة، يتعرض لتهديد من التغيرات المناخية والتلوث. وكتب الباحثون في دورية"ساينس"قائلين:"هذه الكائنات محورية لتكوُّن وعمل النظم البيئية والشبكات الغذائية.. وحدوث تغيرات حادة وسريعة في التنوع البيولوجي وانتاجية محيطات العالم ربما يكون وشيكاً". والشعاب المرجانية هي تكوينات في قيعان البحار تشبه حدائق صخرية تصنعها حيوانات صغيرة تعرف باسم الحيوانات المرجانية، هي مواطن مهمة ومأوى للأسماك وغيرها من الكائنات البحرية. وتحمي أيضاً الشواطئ وتوفر مصدراً مهماً للطعام لملايين الناس وتجتذب السياح، كما انها مستودعات محتملة لأدوية السرطان وأمراض اخرى. ودرس ديث وفريقه 823 مستعمرة مرجانية كبيرة في 96 من سلاسل الشعاب المرجانية ووجدوا ان السجلات الخاصة بهذه الهياكل تشير الى أن التكلس أو ترسيبات كربونات الكالسيوم التي تحدثها هذه المخلوقات تراجع بنسبة 31.3 في المئة في انحاء حاجز الشعاب المرجانية الكبير منذ 1990. وألقى الباحثون باللائمة في هذا التراجع الذي لم يكن له مثيل طوال السنوات ال 400 الماضية، على مجموعة عوامل هي ارتفاع درجات الحرارة في العالم ومستوى حمضية المحيطات وتناقص محتوى الكربونات في مياه البحار. وقال الباحثون"التحقق من اسباب هذا التراجع يتعين ان يحظى بأولوية كبيرة". وتغطي الشعاب المرجانية نحو 400 ألف كيلومتر مربع من قيعان المحيطات الاستوائية، لكنها في حاجة مستمرة الى ضوء الشمس ومياه اكثر دفئاً ومستويات عالية من الكربونات لكي تزدهر. وحاجز الشعاب المرجانية الكبير في استراليا هو الاكبر في العالم ويتألف من 2900 من سلاسل الشعاب على امتداد 2100 كيلومتر من الساحل الشمالي الشرقي لاستراليا في محمية بحرية في حجم المانيا.